تعهدت الولاياتالمتحدةالأمريكية، يوم أمس، بتقديم 212 مليون دولار مساعدات لغزة ضمن الجهود الدولية لإعادة إعمار القطاع الذي دمرته الحرب الإسرائيلية الأخيرة، في المؤتمر الذي احتضنته القاهرة. أكد كيري، في كلمته أمام مؤتمر إعادة إعمار غزة الذي تشارك فيه 50 دولة في القاهرة، أن بلاده ستقدم 212 مليون دولار لإعمار القطاع، واعتبر كيري أن وقف إطلاق النار والحفاظ عليه سيوفر الأمن للفلسطينيين والإسرائيليين. وفي كلمته الافتتاحية، اعتبر الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، أن إعمار غزة مرتبط بشكل أساسي باستدامة التهدئة وبسط سيطرة السلطة الفلسطينية على القطاع، وأضاف السيسي أن بلاده تعمل على إعادة إعمار غزة وتوفير المساعدات الإنسانية للشعب الفلسطيني، ودعا الرئيس المصري إسرائيل إلى إنهاء الصراع وإعادة حقوق الفلسطينيين. ومن جانبه، قال الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، في كلمته: ”سنعمر القطاع ونعيد بناءه وسنضمد الجراح”. وقال أن الفلسطينيين يعولون على دعم الدول لإعادة إعمار غزة وفق خطة الحكومة الفلسطينية، مشيرا إلى أن جهود إعادة الإعمار ستتكلف 4 مليارات دولار، ويشارك في المؤتمر ممثلو أكثر من 50 دولة و30 منظمة دولية، سيبحثون سبل إزالة آثار الدمار والخسائر التي خلفتها الحرب على القطاع، التي دمرت المساكن والمصانع والأراضي الزراعية. ويبحث المانحون في المؤتمر التكلفة المادية لإعادة إعمار القطاع، حيث يقدم الوفد الفلسطيني المشارك في المؤتمر، الذي يترأسه رئيس الوزراء رامي الحمد الله، عرضاً بالتنسيق مع البنك الدولي، يتناول فيه احتياجات القطاع وإعادة الإعمار للخمس سنوات المقبلة، وتتضمن أعمال المؤتمر العديد من جلسات العمل، منها جلسة عمل بعنوان ”تأطير التحديات”، وأخرى بعنوان ”تحديد الاحتياجات”، إضافة إلى مناقشة عامة للمشاركين يتم خلالها التطرق إلى التعهدات، بحسب ما ذكرت وكالة الأنباء الفلسطينية ”وفا”. وعلى صعيد التكلفة، قدر رئيس الوزراء الفلسطيني التكلفة الكلية لإعادة الإعمار بنحو 4 مليارات دولار على مدى 3 سنوات في غزة، أما وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين ”الأونروا” فقالت إنها بحاجة ”عاجلة” إلى مساعدة قيمتها 1.6 مليار دولار لإعادة إعمار سريعة لبعض القطاعات في غزة، وقال المتحدث باسم ”الأونروا” في غزة عدنان أبو حسنة، إن نصف المبلغ الذي طلبته الوكالة لإعادة إعمار غزة، سيذهب لبناء البيوت المدمرة. وأشارت تقارير إعلامية إلى أن ما يقرب من 20 دولة، بالتنسيق مع الأممالمتحدة ستعلن خلال المؤتمر، عن قيمة مساهماتها في إعادة إعمار غزة، ما أعتبره متابعون بمثابة نجاح أولي للمؤتمر، حيث يرهن مراقبون نجاح مؤتمر إعمار غزة في تحقيق أهدافه بتثبيت وقف إطلاق النار داخل القطاع، وتمكين الحكومة الفلسطينية، والتزام الجانب الإسرائيلي بعدم اختلاق المبررات والعقبات لتعطيل عمليات إعادة الإعمار، ما يجنبه مصير مؤتمر مماثل في أعقاب الحرب الإسرائيلية على القطاع عام 2009.