كشفت مديرة الجمعية الوطنية لترقية المرأة والبنت، شلبي، عن تسجيل أزيد من 4 بالمائة من الفتيات يتعاطين السجائر، مشيرة إلى أن المخطط الوطني لمحاربة التدخين من شأنه التقليص من هذه الآفة التي أصبحت تشكل خطرا على مجتمعنا، خاصة أنه يؤدي في الكثير من الأحيان إلى الوفيات الناتجة عن أمراض القلب والشرايين وكذا الإصابة بالسرطان. أفادت مديرة الجمعية الوطنية لترقية المرأة والبنت، على هامش الملتقى المنظم أمس بالقبة، بمناسبة انطلاق المخطط الوطني لمحاربة آفة التدخين بالتنسيق مع مديرية النشاط الاجتماعي بوزارة التضامن، والذي سيدوم إلى غاية 30 من الشهر الجاري، أن التدخين يشكل إحدى مشاكل الصحة العمومية في العديد من البلدان، وفي مقدمتها الجزائر، نتيجة التعاطي المتزايد والمقلق له من طرف الشباب، منبهة إلى كونه يساهم في العديد من الوفيات الناتجة عن أمراض القلب والشرايين والعجز عند الأطفال والبالغين من الجنسين، كما يمثل عامل خطر للإصابة بسرطان الرئة والفم والحنجرة وعنق الرحم والمثانة والكلى والطحال. وفي السياق ذاته، قالت شلبي إن الفتاة أو البنت تعد أساس المجتمع وبإمكانها أن تلعب دورا أساسيا في عملية التوعية والتحسيس بمخاطر التدخين، لاسيما أنها عرفت تزايدا كبيرا في السنوات الأخيرة، والأخطر من ذلك أن نسبة تعاطي السجائر عرفت ارتفاعا في أوساط الفتيات في مختلف الأطوار. كما أشارت ذات المتحدثة إلى أن ”ظاهرة التدخين تفاقمت بشكل ملفت للانتباه في السنوات الأخيرة. لذا ارتأينا إلى بعث نشاطات بالمؤسسات التربوية ومعاهد التكوين المهني وكذا الجامعات تحت إشراف أساتذة ومختصين من مختلف القطاعات”. ويأتي هذا المخطط الذي سطرته الحكومة للتصدي لآفة التدخين من خلال إجراءات ”صارمة” حددها المخطط الإستراتيجي لمكافحة عوامل الإصابة بالأمراض المزمنة، سيتم عرضها على الحكومة لتجسيدها على أرض الواقع خلال سنة 2015، حيث يهدف هذا المخطط إلى تطبيق قوانين ”صارمة” بعد تنظيم حملات تحسيسية للمواطنين وتوعية المدخنين حول مخاطر التدخين على صحتهم، وآثارها السلبية على غير المدخنين لمساعدتهم على التخلي عن هذه الآفة. كما سيتم التركيز في بداية الأمر، حسب ذات المتحدثة، على مكافحة التدخين بالأماكن العمومية، على غرار المطارات ومحطات المسافرين. ويذكر أن التدخين يتسبب في 25 مرضا خطيرا.. يأتي التهاب القصبات الهوائية المزمن في مقدمة هذه الأمراض، إلا أن أشدها خطرا، حسب المختصين، هو سرطان الرئة الذي يكلف الميزانية ملايين من الدينارات ونسبة 85 بالمائة من الحالات غير قابلة للجراحة وتستدعي علاجا كميائيا مكلفا، بالإضافة إلى أن التدخين يؤدي إلى الإصابة بالسكري وارتفاع ضغط الدم الشرياني وأمراض القلب والشرايين. وقد حذر رئيس المؤسسة الوطنية لتطوير البحث العلمي في الصحة الأستاذ، مصطفى خياطي، من انتشار آفة التدخين في أوساط الشباب، داعيا إلى منعه بالمؤسسات التربوية والجامعات والتطبيق الصارم للقوانين، مع اتخاذ إجراءات ردعية ضد المدخنين بالأماكن العمومية. في الوقت الذي أثبتت دراسات أخرى أجراها المعهد الوطني للصحة العمومية بالوسط المدرسي والجامعي بولاية الجزائر العاصمة ”أن أكثر من 20 بالمائة من الشبان يدخنون”.