تمر هذه الأيام مناسبة مهمة في ذاكرة الاقتصاد الإماراتي، وهي مرور عام على فوز دبي بحق استضافة مناسبة ”إكسبو 2020”، وهي المناسبة الاقتصادية المهمة التي كانت محل تنافس بين كثير من المدن الناجحة حول العالم. ولكن كان كابوس ”المناسبات الكبرى” يطارد المخططين في دبي؛ فكثير من المدن التي خططت لاستضافة بعض المناسبات الهائلة، لم تتمكن من جني الأرباح الاقتصادية الموعودة كما كان مخططا لها.. مدن كأثينا ولندن، اللتين استضافتا دورة الألعاب الأولمبية، لم تجنيا استفادة حقيقية من الناحية الاقتصادية، بل على العكس تماما؛ إذ تكبدتا أعباء مالية عظيمة جدا جراء القروض الكبرى التي تورطتا فيها لتمويل المناسبة، وهو التحدي والمشكلة نفسها التي واجهت البرازيل خلال استضافتها كأس العالم لكرة القدم التي جرت أحداثها في الصيف الماضي تحديدا. لذلك تسعى دبي لأن يكون استثمارها لأجل هذه المناسبة الكبيرة له آثار مهمة جدا تتعدى المناسبة نفسها، والأرقام اللافتة بدأت في التحدث عن نفسها.. فإجمالي المبالغ المطلوبة لتمويل هذه المناسبة نحو 6.4 مليار يورو، وهناك التزام من حكومة دبي بمبلغ 5.2 مليار يورو لتمويل المشاريع المتعلقة بالمناسبة. كذلك تم تخصيص مبلغ 100 مليون يورو لتمويل المناسبات الحية خلال المناسبة الكبرى نفسها. البيانات الاقتصادية اليوم تتحدث عن نسبة نمو تبلغ 5.5 في المائة سنويا، ويتوقع أن تصل إلى 5.6 في المائة سنويا للسنوات الست المقبلة، وهناك توقعات بأن يصل عدد السياح الزائرين بحلول عام 2020 إلى ما فوق العشرين مليون شخص، علما بأن عدد الغرف المطلوب توفرها فندقيا بحلول ذلك العام هو 160 ألف غرفة فندقية، يتوقع أن يتم إنجاز 90 ألفا منها بحلول عام 2015، علما بأن مساحات مهولة من محلات التجزئة الاستهلاكية ستتم إضافتها للرقعة التسويقية بأرقام مذهلة، فمول ”العالم” سيضيف 8 ملايين قدم مربعة، وسوق جزيرة ديرة سيضيف 6.7 مليون قدم مربعة، ومول ”النخيل” سيضيف 4.5 مليون قدم مربعة، ومول ال”بوينت” 1.5 مليون قدم مربعة، ومول ”أي إم بي زد” مليون قدم مربعة. المساحة الفندقية الحالية تبلغ 188 ألف غرفة فندقية، ويتوقع أن يصبح عدد الفنادق في الإمارة في نهاية عام 2015 أكثر من 635 فندقا. أكثر من 275 ألف وظيفة جديدة ستطلق في سوق العمل خلال السنوات الست المقبلة، موزعة على قطاعات كثيرة ومختلفة وأساسية، مع عدم إغفال التطور النوعي المهم الذي حصل في شبكة النقل العام، وإضافة خطوط الترام لخطوط المترو المبهرة، والتطور المذهل في القدرات الاستيعابية والتشغيلية لمطار دبي، والاستعداد لافتتاح ”مطار آل مكتوم” الهائل الجديد الذي سيصبح أكبر مطارات العالم. كل ذلك يؤكد أن دبي على موعد مع العالمية المفتوحة ليكون موقعها منافسا حقيقيا لهونغ كونغ ولندن وسنغافورة وباريس ونيويورك، بوصفها إحدى أهم مدن العالم بلا استثناء. دبي تخطت موقعها الخليجي وموقعها العربي وموقعها الآسيوي، لتصبح وجهة ومقصدا لسكان الأرض بلا تمييز ولا استثناء، وهذا وحده يستحق التهنئة والاحترام.