هددت جبهة النصرة بقتل كل العسكريين اللبنانيين الأسرى لديها، انتقاما لقيام الجيش اللبناني وحزب الله ”بانتهاك الأعراض وقتل وذبح الأطفال”، في إشارة إلى اعتقال امرأة قيل أنها زوجة أمير تنظيم الدولة الإسلامية أبو بكر البغدادي. نفت مصادر مقربة من تنظيم أن ”تكون الموقوفة لدى الأجهزة الأمنية في لبنان هي زوجة البغدادي”، فيما أعلن بيان صادر عن جبهة النصرة قالت فيه أن الأسرى من الجنود اللبنانيين لديها هم ”أسرى حرب”، وأنها حاولت تجنب الصراع مع الجيش اللبناني، غير أن الجيش أدخل جنوده” في معركة لا طاقة له بها، واعتبرت الجبهة أن الحكومة اللبنانية أظهرت ضعفها باعتقال النساء والأطفال وتهديد ذويهم، وأنها جسدت بأفعالها ”سياسة الغاب” التي انتهجها النظام السوري وحليفه حزب الله عندما اعتقلا النساء. وحملت جبهة النصرة الجيش اللبناني مسؤولية تعطيل المفاوضات بشأن العسكريين اللبنانيين الأسرى لديها، وقالت إن الجيش اللبناني ”لم يتجاوب تلبية لرغبات حزب الله الإيراني، وتم اختطاف عدد من العسكريين وعناصر قوى الأمن الداخلي اللبناني خلال الاشتباكات التي اندلعت في بلدة عرسال الحدودية مع سوريا بين الجيش اللبناني من جهة، وجبهة النصرة وتنظيم الدولة من جهة أخرى بداية أوت الماضي. وفي وقت سابق أعدم تنظيم الدولة اثنين من العسكريين المحتجزين لديه ذبحا، بينما أعدمت جبهة النصرة عسكريا آخر برصاصة في الرأس هو محمد حمية، وهددت النصرة مرارا بإعدام الأسير علي البزال. وآخر هذه التهديدات كان يوم الجمعة الماضي قبل أن تعلن التأجيل رهنا بتقدم المفاوضات من أجل إجراء تبادل للأسرى بينها وبين الحكومة اللبنانية. في بيروت سقط ستة قتلى من عناصر الجيش اللبناني وأصيب آخرون، مساء يوم أول أمس الثلاثاء، في كمين نصبه مسلحون في رأس بعلبك شرقي لبنان قرب الحدود مع سوريا، ونقل مصدر أمني رفيع أن الجيش اللبناني فقد الاتصال بعدد من جنوده خلال الاشتباك وأن عددا من عناصره أصيبوا بجروح، مؤكدا أن الجيش يستخدم سلاح المدفعية في قصفه نقاطا على الحدود اللبنانية وحتى داخل الأراضي السورية، ووقع هذا الهجوم بعد ساعات قليلة من إعلان مصادر عسكرية وأمنية لبنانية أن الجيش اعتقل قبل نحو عشرة أيام إحدى زوجات زعيم تنظيم الدولة الإسلامية أبو بكر البغدادي ونجلهما في محيط بلدة عرسال القريبة من منطقة الكمين. وشهدت عرسال معارك عنيفة، مطلع أوت الماضي، بين الجيش اللبناني ومسلحين قدموا من سوريا ومن مخيمات للاجئين السوريين داخل البلدة، استمرت خمسة أيام وتسببت بمقتل، وانتهت هذه المواجهات بانسحاب المسلحين من عرسال إلى الأراضي السورية، إلا أنهم خطفوا معهم عددا من العسكريين وعناصر قوى الأمن الداخلي، ولا يزالون يحتجزون 27 منهم، كما نفذ الجيش اللبناني، خلال الأشهر الثلاثة الماضية، سلسلة مداهمات لتجمعات لاجئين سوريين وأوقف العشرات منهم، ووجهت إلى البعض منهم تهم المشاركة في ”نشاطات إرهابية”.