أدت الأمطار الطوفانية المتساقطة خلال 48 ساعة الأخيرة إلى إحداث حالة طوارئ كبرى بنزلاء القصدير، خاصة المقصين من عمليات الترحيل بحي النخيل، بعد اقتحام عناصر الأمن الحي وإخراج السكان وأمتعتهم بالقوة ورميهم في الشارع تحت مياه الأمطار، دون مراعاة وجود الرضع وكبار السن، ناهيك عن قاطني عمارات الموت التي لا يمكن أن تصمد أمام شتاء “أسود” آخر، خاصة بعد أن أجبر السكان بها على المبيت بالشارع بدل الاحتماء تحت أسقف هشة مقابل تثاقل سير عملية الرد على الطعون. عاش نزلاء القصدير والسكنات الهشة 48 ساعة كاملة على وقع ضغط وخوف كبيرين إثر ارتفاع منسوب مياه الأمطار التي أجبرتهم على افتراش الشارع بدل الاحتماء تحت أسقف هشة قد تزيد الأمر سوءا، في ظل الانهيارات الجزئية لها، مقابل ترقب تحرك مصالح زوخ بصفة استعجالية لبرمجة عملية أخرى والرد الاستعجالي على الطعون المودعة. لم تتوقف معاناة هؤلاء عند سوء الأحوال الجوية التي أخلطت يومياتهم، خاصة المبرمجين لعملية الترحيل السادسة عشرة، بل تواصل لا إنسانية السلطات المعنية التي أمرت بالإخلاء الكلي لسكنات حي بومعزة بعد اقتحام العناصر الأمنية للحي وإخراج الرافضين للترحيل لمدينة الأربعاء بالقوة ورميهم بالشارع، دون الاكتراث لوجود بعض الحالات الاستثنائية كالرضع وكبار السن، وهو ما سجل حالة استنفار قصوى لدى هؤلاء بعد الفوضى العارمة وسط أرباب العائلات، خاصة الشباب الذين حولوا المكان إلى مسرح لمناوشات حادة كادت أن تودي بحياة الكثيرين، نظرا لتدخل المقصين الذين كانوا جزءا من الانتفاضة الليلية.. وعلى الرغم من إصدار مصالح الأرصاد الجوية، أمس الأول، نشرية خاصة توقعت من خلالها تهاطلا غزيرا للأمطار في المناطق الواقعة في شمال وسط وشرق البلاد والصالحة لغاية مساء أمس، فإن مصالح زوخ لم تحرك ساكنا بوقف برنامج الجزء الثاني من عملية الترحيل السادسة عشرة المتواصلة بحي النخيل إلى حين استقرار الجو. وأرجع السكان الأمر إلى سوء التسيير والتنظيم بين القطاعات المعنية ولا إنسانية رد فعل المصالح الأمنية التي لم تعر اهتماما لوضع العائلات. من جهتنا، حاولنا مرارا الاتصال بمصالح الحماية المدنية من أجل إفادتنا بالتدخلات المسجلة خلال اليومين الماضيين، إلا أنه لم يتم الرد على اتصالنا.