نفى وزير الخارجية، رمطان لعمامرة، دعوة المشاركين في لقاء نواكشوط الأخير لدول الساحل، إلى تدخل عسكري في ليبيا، واعتبر الأمر تأويلا خاطئا للإعلان الصادر عن الاجتماع. وقال لعمامرة، ردا على سؤال بشأن حقيقة دعوة قمة نواكشوط، التي انعقدت نهاية ديسمبر الماضي، إلى تدخل عسكري في ليبيا، خلال ندوة صحفية مشتركة مع نظيره الألماني، فرانك فالتر شتاينماير، إن ما تم تداوله بهذا الخصوص قراءة غير سليمة لإعلان نواكشوط، وتابع بأنه ”أعتقد أن ما دعا إليه الإعلان، وهذا ما يعبر عنه هؤلاء المسؤولون أنفسهم عندما يزورون الجزائر وكذلك من عواصمهم، هو التركيز على محاربة الإرهاب، وتكاتف جهود الجميع في محاربة هذه الآفة، وعلى أن تعطى الفرصة للجهود التي تبذلها الجزائر من أجل إيجاد حلول سلمية لهذه الأزمات”، يقصد مالي وليبيا. من جهة أخرى، أوضح لعمامرة أن ”ألمانيا دولة كبيرة وتمثل خامس اقتصاد في العالم، كما أنها أقوى اقتصاد في أوروبا”، مضيفا أن هذه الزيارة التي تدوم يومين، تندرج في إطار ”التقاليد العميقة التي تجمع البلدين”، مذكرا بأنه ”خلال ال10 سنوات الأخيرة تم تسجيل زيارات متبادلة مكثفة بين كبار مسؤولي البلدين، في مقدمتها زيارة دولة لرئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة إلى ألمانيا، وكذا زيارة الرئيس الألماني والمستشارة الألمانية إلى الجزائر”، مشيرا إلى أن زيارة شتاينماير، تعتبر ثالث زيارة لوزير خارجية ألماني خلال العقد الأخير، مبرزا سعي الجزائر إلى تقوية وتعزيز علاقاتها مع هذا البلد. على صعيد آخر، أكد رئيس الدبلوماسية أن المحادثات التي جمعته بنظيره الألماني تناولت ”معالجة قضية الإرهاب الدولي”، مذكرا ب”الدور الكبير والفعال” الذي يضطلع به البلدان لتعبئة التعاون الدولي ضد الإرهاب، ناهيك عن ”عملهما الدؤوب من أجل حل الأزمات المستعصية وفي مقدمتها الوضع في الشرق الأوسط وفي فلسطين”. وفي رده على سؤال بشأن الزيارات المكثفة للقادة الأفارقة إلى الجزائر مؤخرا، اعتبر لعمامرة أنه ”أمر طبيعي بالنظر إلى مكانة الجزائر ودورها ومساهمتها في التعاون الدولي من أجل إحلال الأمن والاستقرار والتنمية في المنطقة”. وكشف في ذات الشأن عن المزيد من الزيارات إلى الجزائر في المستقبل القريب، الأمر الذي من شأنه - يضيف لعمامرة - أن ”يعزز مكانة الجزائر على الساحة الدولية وهو ما يتطابق مع إمكانياتها ومع الاحترام الذي تحظى به”.