توقعت مؤسسة أمريكية بدنو مرحلة زوال هيمنة منظمة الدول المصدر للبترول ”أوبك” على أسواق النفط العالمية بحجة تنامي إنتاج الولاياتالمتحدةالأمريكية من النفط الصخري وكذا بروز كندا كمنافس جديد، فيما حذّرت من انهيار حاد لأسعار النفط قد يصلُ فيها سعر البرميل الواحد إلى 20 دولارا، وهو ما يعد فرصة ذهبية للدول المستوردة للبترول. توقّع خُبراء اقتصاديون بزوال وشيك لهيمنة مُنظمة الدول المُصدرة للنفط (أوبك) على أسواقِ النفط العالمية مع تنامي إنتاج أمريكا الشمالية من النفط الصخري، وهذا ما قاله الخبير الاقتصادي والمُختص في أبحاث السلع ب”سيتي غروب” إدوارد مورس، في تقرير اقتصادي نشر، أمس الأول، حيث أن ”نهاية أوبك ربما أقرب إلى الواقع الآن”، مُضيفا بأن ثورة النفط الصخري خلقت تهديدا وجُوديا للسعودية ولمُنظمة الأوبك. وأضاف مورس أن من الدول المُنافسة ل”أوبك”، نجد الولايات المُتحدة الأمريكية التي برزت مُؤخراً كأكبر مُنتج للذهب الأسود في العالم، تحذو كندا حذوها، ما يعني فقدان ”أوبك” لأهم زبائنها، ولا يقتصر الأمر على هذا الحد، بل يصل إلى مزاحمتها في التحكم والتلاعب بأسعار النفط تماشياً مع مصلحتها الخاصة. وللخبير الاقتصادي إدوارد مورس تكهنات سابقة صائبة، عندما وصف أسعار النفط عند 150 دولار للبرميل عام 2008، بأنها ”مجرد فقاعة”. وقد جدد مورس، يوم الإثنين الماضي، تحذيره من هبوط حاد بأسعار النفط قد يصل فيها البرميل الواحد إلى 20 دولارا هذا العام. ويأتي تقرير ”سيتي غروب” في وقت توقعت منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) في تقريرها الشهري الصادر أمس الأول ارتفاع الطلب على نفطها خلال العام الجاري ليصل إلى 29.21 مليون برميل يوميا بزيادة 430 ألف برميل يوميا عن التوقعات السابقة. وفي حال تأكدت التوقعات سيتجاوز الطلب على نفط المنظمة مستواه في 2014، مع خفض أوبك توقعاتها لنمو الإنتاج خارج المنظمة في 2015 بمقدار الثلث بسبب تباطؤ طفرة النفط الصخري بالولاياتالمتحدة، وتراجع الاستثمارات النفطية على مستوى العالم. ويعود هذا التراجع أساسا إلى إعلان شركات نفط عالمية خفض الإنفاق الرأسمالي العام الجاري، فضلا عن تناقص عدد منصات الحفر العاملة في الولاياتالمتحدةوكندا، وهذا ما يناقض تقرير ”سيتي غروب”. وذكرت أوبك أن المعروض من خارج المنظمة لن يزيد عن 850 ألف برميل يوميا هذا العام، أي ما يقل عن 420 ألف برميل يوميا بحسب تقديراتها في تقرير الشهر الماضي. وأبقت المنظمة على مستوى الإنتاج دون تغيير في اجتماعها الأخير في نوفمبر، رغم هبوط الأسعار سعيا منها لإبطاء وتيرة الإنتاج العالي التكلفة في الولاياتالمتحدة وغيرها، والذي كان قد وجد دعما في اقتراب متوسط الأسعار من 110 دولارات للبرميل من 2011 إلى 2013. وبلغ سعر خام برنت أدنى مستوياته بعد 2009 عند 45.19 دولار للبرميل في 13 من يناير، وانعكس ذلك في أكبر خفض لتوقعات أوبك للمعروض النفطي، إذ عدلت توقعاتها للإنتاج الأمريكي بخفضه 170 ألف برميل يوميا عن تقديرات الشهر الماضي في ظل انخفاض عدد منصات الحفر. كما خفضت المنظمة أيضا توقعاتها لإنتاج روسيا بواقع 70 ألف برميل يوميا مقارنة بالشهر الماضي، وخفضت توقعاتها لإنتاج دول الشرق الأوسط من خارج أوبك بنفس المقدار. ومن المتوقع أن ينمو الطلب بواقع 1.17 مليون برميل يوميا في العام المقبل إلى 92.32 مليون برميل يوميا بارتفاع طفيف عن توقعات الشهر الماضي، إذ يعزز انخفاض الأسعار معدل الاستهلاك. وأفادت المنظمة أن توقعات انخفاض المعروض مازالت تتوقف على بقاء الأسعار منخفضة في النصف الأول من العام بالدرجة التي تقود إلي تباطؤ الإنتاج. ومن جهتها، ارتفعت أسعار برنت نحو 30 بالمئة منذ منتصف يناير متجاوزة ال58 دولارا للبرميل يوم الاثنين الماضي. ونقلت أوبك عن مصادر ثانوية أن إنتاج المنظمة بلغ 30.15 مليون برميل يوميا في يناير بانخفاض 53 ألف برميل يوميا عن ديسمبر.