دعا رئيس الجمهورية، عبد العزيز بوتفليقة، الأمة العربية إلى تبوؤ مكانة مرموقة في العالم، وذلك ببناء اقتصاد قوي وإرساء نظام تربوي محكم مؤكدا أن النخبة الوطنية ستتاح لها الفرصة للمشاركة بالنهوض إيجابيا بالجزائر، كما دعا إلى تعزيز الثقافة لوقاية عقول الشباب من التطرف والابتعاد عن الفتن. وقال الرئيس بوتفليقة، في رسالة له بمناسبة إحياء العلم وافتتاح تظاهرة قسنطينة، عاصمة الثقافة العربية 2015، قرأها نيابة عنه مستشاره، محمد بن عمر زرهوني، أن إيجاد مكانة لنا تحت الشمس في هذا العالم المعولم يحتاج إلى اقتصاد قوي وإلى نظام تربوي محكم متطور، مبرزا أن تحقيق هذا الهدف يستدعي أن يسعى أبناء الأمة العربية إلى التعويل على أنفسهم وجعل المنظومة التعليمية الوسيلة المثلى لترسيخ هوية الجيل الجديد وذلك من خلال تقوية مداركهم وتفتحهم على الثقافات واللغات العالمية لا سيما منها لغات الأنترنت والعلوم والتكنولوجيا. وأشار الرئيس إلى ضرورة أن لا تحيد الأجيال الناشئة عن درب المعرفة والعلوم لكونه يعد السبيل الوحيد الذي يضمن لها بناء مستقبلها ويسمح لها بإدراج بلادها في ركية الرقي العالمية ويمكنّها من أن تتبوأ مكانة مرموقة في محفل الأمم. كما دعا الرئيس بوتفليقة النخبة في الجزائر إلى السعي وراء كل جديد في مضمار المعرفة والإبداع والتكنولوجيا، حيث أكد لها مواصلة الدولة العمل وبإصرار على توفير الظروف المشجعة لها حتى تجد مكانتها المستحقة في بلدها، كما طمأن أيضا نخبة وعلماء الجزائر بأنه ستتاح لهم فرص المشاركة إيجابيا في النهوض بالجزائر والجزائريين، كما دعا الشباب إلى الالتزام بمشاعل سلام وتنوير وحضارة وإنسانية وحملة الأمانة وحماة رسالة الذين ضحوا من أجل انعتاق الجزائر وعزتها وسؤددها. وشدد رئيس الجمهورية على ضرورة الوفاء للقيم التي يملي واجب العمل من أجل صون ذاكرة الأمة وتثمين مآثرها وأمجادها وترقية التراث الثقافي الوطني بكل مكوناته وتنوعه وبرموزه وبعبقرية أبنائنا المبدعين. وفي هذا الإطار اعتبر رئيس الجمهورية الثقافة قوام الأمة والإسمنت الذي يرص بنيان وحدتنا وهو ما يستدعي تعزيزها لضمان الأمن الثقافي في خضم العولمة الجارفة وتوفير أسباب مناعة تعصم شبابنا من أن يكون فريسة للتطرف الديني والتعصب المذهبي مع الابتعاد عن النعرات والفتن. وتوجه الرئيس بوتفليقة في هذا الصدد بندائه إلى المثقفين والمفكرين والعلماء والأدباء للعمل على نشر ثقافة الاعتدال والتنوير لتكون درءا وحصنا منيعا في وجه دعاة الجهالة والظلامية. وخلص رئيس الجمهورية إلى تأكيد حرصه على نجاح هذه التظاهرة الثقافية من خلال التفاعل الإيجابي مع مساهمات كل البلدان العربية الشقيقة والاستفادة منها.