شهدت الساحة الحمراء بموسكو، صباح أمس، أضخم عرض عسكري في تاريخ روسيا بمناسبة الذكرى ال70 لعيد النصر على ألمانيا النازية في الحرب الوطنية الثانية. وحضر مراسم العرض نحو 30 زعيما وقرابة 40 مسؤولا أجنبيا في مقدمتهم: رؤساء الصين والهند وجمهورية جنوب إفريقيا وفيتنام ومصر وزيمبابوي وكوبا ومقدونيا ومنغوليا وفلسطين وسلوفاكيا والبوسنة والهرسك وأبخازيا وأوسيتيا الجنوبية وقبرص وصربيا والتشيك، ووزيرا خارجية إيطاليا وفرنسا، إضافة إلى الأمين العام الأممالمتحدة، بان كي مون، والمدير العام لليونيسكو، إيرينا بوكوفايا، وممثل بريطانيا حفيد وينستون تيشرتشل، رئيس الوزراء البريطاني إبان الحرب. كما شهد العرض مقاطعة زعماء آخرين بسبب ما يقولون إنه دور روسي في أزمة أوكرانيا. وتنفي روسيا المزاعم الغربية بتزويدها الانفصاليين شرقي أوكرانيا بالسلاح. ولقي أكثر من 6000 شخص مصرعهم منذ اندلاع القتال في أبريل 2004 في منطقتي دونتسك ولوهانسك شرقي أوكرانيا. وشارك في العرض العسكري بموسكو نحو 16 ألف عسكري و190 قطعة من المعدات الحربية و150 طائرة ومروحية، بما فيها أحدث نماذجها. كما سارت في الاستعراض صواريخ ”يارس - 24” العابرة للقارات، ودبابات وعربات المشاة القتالية الحديثة ”أرماتا”، والعربات القتالية ”كورغانيتس” و”راكوشكا” و”تايفون”، والطائرات المقاتلة ”سو – 34” و”ميغ – 29 أس أم تي”، وقاذفات القنابل الاستراتيجية ”تو – 160”، والمروحيات القتالية ”مي – 28 أن” (الصياد الليلي)، و”كا – 52 ”(التمساح). كما سارت في الاستعراض عشرات القطع العسكرية من القوات المسلحة لرابطة الدول المستقلة ودول أخرى صديقة لروسيا، منها أذربيجان وأرمينيا وبيلاروس وكازاخستان وقرغيزيا وطاجكستان والهند ومنغوليا والصرب والصين. وفي كلمته التي ألقاها بالمناسبة، أشاد بوتين بالدور الذي أداه الاتحاد السوفيتي في القضاء على خطر الألمان، وحذّر الرّئيس الروسي فلاديمير بوتين من مخاطر تجاهل المبادئ الأساسية للتعاون الدولي والجنوح لعقلية الأحلاف العسكرية. وأضاف بوتين أن ”الأعوام الأخيرة تشهد محاولات لتجاهل المبادئ الأساسية للتعاون الدولي التي عانت البشرية من الحروب والويلات من أجل بلورتها”. ولفت الزعيم الروسي إلى مخاطر إقامة عالم أحادي القطب والجنوح نحو بلورة الأحلاف الحربية القسرية، قائلا أن ”هذا التوجه يؤدي إلى زلزلة التطور العالمي”. وشدّد على أنّ المهمة الأساسية تكمن في إقامة نظام أمن متكافئ لجميع الدول، قادر على مواجهة التحديات والمخاطر المعاصرة وقائم على أسس إقليمية وعالمية، بعيدا عن عقلية الأحلاف العسكرية، وأن ”مثل هذا النظام قادر فقط على ضمان الأمن والسلام في العالم”.