كشف محافظ المهرجان الوطني للمسرح المحترف في طبعته العاشرة ،محمد يحياوي، في ندوة صحفية بفندق السفير، أمس، أن المسارح الجهوية ستخضع للتصفيات والانتقاء في الدورات القادمة من المهرجان، وهذا لتزايد عددها وكذا من أجل تحسين المستوى والرفع من قيمة العروض المشاركة. قال محمد يحياوي أن المهرجان هذه السنة سيعرف مستوى أحسن نظرا لقوة العروض المشاركة، كما سيكون محملا ببرنامج ثري وعروض مسرحية ذات نوعية، حيث ستتميز هذه الدورة بمشاركة 14 مسرحا جهويا وتعاونية مسرحية وجمعية واحدة، وهذا داخل المنافسة الرسمية، كما ستعرف مشاركة العديد من التعاونيات والجمعيات المسرحية الأخرى في إطار العروض المبرمجة خارج المنافسة، والتي ستحتضنها قاعتي الموقار وقاعة الحاج عمر بالمسرح الوطني الجزائري، ناهيك عن العروض التي تم برمجتها بساحة محمد التوري قبالة المسرح الوطني محي الدين بشطارزي، حيث سيكون الجمهور الكبير على موعد مع عروض الحكواتي، مع تخصيص برنامج للأطفال. وعن حفل الافتتاح، كشف يحياوي أن العرض من إخراح عمر فطموش وسيكون موسوما ب”مسار الذاكرة”، وهذا بالتنسيق مع الأوركسترا السمفونية الوطنية بقيادة المايسترو أمين قويدر، وبمشاركة ممثلين وممثلات من مختلف المسارح الجهوية عبر قطر الوطن والمجموعة الصوتية للأوركسترا السمفونية الوطنية. وأضاف يحياوي أن الطبعة العاشرة من المهرجان ستعرف تنظيم ملتقى علمي يومي ال 27 و28 ماي الجاري في فندق السفير حول موضوع ”التأثيرات الشرقية والغربية في المسرح الجزائري”، بمشاركة العديد من الأساتذة والمختصين يتقدمهم الدكتور أحمد منور والدكتور سعيد بوطاجين، وسيدور الحديث بين المسرحيين في هذا الملتقى حول العديد من المحاور منها ”تأثر المسرح الجزائري بالتجارب المسرحية الغربية والعربية”، ”إسهام المسرح الجزائري في بلورة رؤية مسرحية خاصة به وقيمة ذلك ضمن التجارب التأصيلية العربية”، ”إسهام النقد الجزائري في انفتاح المسرح الجزائري على التجارب المسرحية العربية والعالمية”، ”جدلية المثاقفة وتناسج الثقافات في المسرح وكذا المسرح الجزائري والتجربة الغيرية”، ”المسرح الجزائري والاقتباس من النص الدرامي الغربي”، ناهيك عن محاور أخرى. وقال يحياوي، في معرض حديثه، أن الطبعة العاشرة ستكرم اسمين بارزين في عالم المسرح والسينما الجزائرية رحلا عنا هذه السنة، وهما سيد علي كويرات وفتيحة بربار، هذان الاسمان قدما الكثير للخشبة والسينما الجزائرية، بالإضافة إلى إقامة يوم دراسي مخصص للدكتور والباحث صالح لمباركية الذي رحل شهر أفريل المنصرم، حيث سيشهد هذا اليوم مداخلات لمن عرفوه، خاصة من أقارب الراحل، كما سيقام معرض للصور والكتب التي تستعرض مسيرة الرجل. وأضاف يحياوي أن محافظة المهرجان لم تنسى الراحل عز الدين مجوبي الذي قدم الكثير للمسرح الجزائري عبر أعماله الكبيرة التي أثرت الحركة الركحية في الجزائر، حيث وبمناسبة الذكرى العشرين لرحيله سيحتضن فندق السفير لقاء تكريميا تحت إشراف الدكتور حميد علاوي وتحت شعار ”عز الدين مجوبي... ملك الركح”، وسيتخلل هذا اللقاء تقديم نبذة عن مسيرته، وتليها شهادات لأصدقاء الفقيد منهم زياني شريف عياد، دليلة حليلو، صونيا وغيرهم، بالإضافة لعرض فيلم وثائقي عن حياته. وبعد غياب البرنامج الأدبي عن الطبعة السابقة، أوضح يحياوي أن الطبعة الحالية ستعرف عودة البرنامج الأدبي الذي سيخصص كله للزجل والشعر الشعبي في الجزائر، وسينشطه كما جرت عليه العادة الشاعر والروائي عبد الرزاق بوكبة، الذي قال بأنه من صالح الشعر أن يدخل إلى المسرح بحثا عن نوافذ جديدة، كما تم برمجة أمسيتين زجليتين باللهجة العربية واللغة الأمازيغية، تؤثثهما أصوات جديدة من مختلف الحساسيات، وللترجمة فيهما نصيب، كما برمجنا ندوة مفتوحة على رهان التبادل بين المسرح والشعر المكتوب باللغة المحكية، إضافة إلى قراءة نصوص مسرحية وتنظيم عملية بيع الكتب بالتوقيع.