بات ملعب 5 جويلية في الآونة الأخيرة وجهة خلاف حاد بين رئيس الفاف محمد روراوة، وكذا السلطات العليا في البلاد الممثلة أساسا في وزارة الرياضة، في ظل رغبة الأول بقاء المنتخب الوطني الجزائري في استضافة منافسيه على ملعب مصطفى تشاكر بالبليدة، بدل العودة إلى ملعب 5 جويلية الأولمبي، فيما يرفض الثاني هذا المقترح، حيث أبدت الوزارة تحمسها لعودة العناصر الوطنية لمركب محمد بوضياف الأولمبي، وكذا عودة بعض الفرق المحلية إلى خوض اللقاءات به، سيما بعد أن تم انتهاء أشغال تهيئة وتوسيع ملعب 5 جويلية مؤخرا. وفي الوقت الذي ظن الجميع أنه سيكون قبلة للخضر قصد استقبال منافسيها نظرا للمقايسس العالمية التي تم تجهيزها، إلا أن رئيس الفاف لم يتحمس لهذا الطرح بعد رفضه الأمر ورغبته في المقابل البقاء بملعب مصطفى تشاكر بالبليدة، وهو ما فتح الصراع بين الفاف والوزارة، وهو صراع ليس بالجديد بل اندلع منذ نهائي كأس الجمهورية بين أمل الأربعاء ومولودية بجاية في شهر ماي الفارط، بعد أن شدد الوزير السابق للرياضة، محمد تهمي، على جاهزية ملعب 5 جويلية لاستضافة النهائي، قبل أن يتدخل روراوة وينقل الحدث إلى ملعب مصطفى تشاكر، خاصة أن كل الأشغال انتهت وصار جاهزا لاحتضان العرس الكروي، إلا أن الأمور تغيرت رأسا على عقب وتم تغيير وجهة النهائي للتشاكر بطلب من روراوة الذي استعمل صلاحياته لتطبيق قراراته دون تدخل من أحد. جبهة الصراع قد تمتد بين روراوة وغوركوف إصرار رئيس الفاف محمد روراوة على البقاء في مصطفى تشاكر قد يقف عقبة أمام العديد من التحديات، إذ ليست السلطات العليا أو حتى وزارة الرياضة من يعارضه فقط، بل حتى الناخب الوطني كريستان غوركوف الذي كشف في تصريحات سابقة رغبته في اللعب ب5 جويلية، الملعب الذي تم تجديده مؤخرا، وإن اقتنع بوجهة نظر غوركوف من الناحية الفنية، غير أنه يخشى نقل مباريات الخضر إلى العاصمة بسبب جمهور ملعب 5 جويلية الذي يعرف عنه تحوله العنيف ضد المنتخب الوطني بمجرد أي هفوة أو غلطة فوق أرضية الميدان، وهو الأمر الذي قد يؤثر سلبا على معنويات اللاعبين، فضلا عن الانطباع السيئ الذي علق في أذهان اللاعبين من هذا الملعب الذي اقترن في الكثير من المرات بتعثرات قاسية للخضر، ما انجر عنه سب وشتم وإلقاء مقذوفات على الميدان. مباراتي السنغال وبوركينافاسو الوديتان ستكشفان كل شيء ومما لا شك فيه أن المباراتين الوديتين اللتين سيخوضهما الخضر شهر أكتوبر القادم ضد السنغال وبوركينافاسو، ستكشفان كل شيء بشأن الملعب الذي سينهي الجدل، كون هذين اللقاءين سيكونان بمثابة فرصة للتحضير الجيد للمواعيد القادمة، والملعب الذي سيحتضنهما سيكون من دون شك مكملة للقاءات الرسمية التي تنتظر محاربي الصحراء. وحتى قرباج لمح لاستقبال الخضر ب5 جويلية وإن كان لوزير الرياضة عبد القادر خمري وغوركوف رأي موحد مفاده عودة الخضر لملعب 5 جويلية، فإن رئيس الرابطة الوطنية المحترفة محفوظ قرباج هو الآخر قد يكون بجانبهما، بعدما كشف سابقا أن مولودية العاصمة لن تستقبل فيه سوى المباريات الكبرى وإقامة الداربيات العاصمية فقط، الأمر الذي فسره الجميع بعودة رفقاء مجاني لمركب محمد بوضياف، إلى غاية أن تتضح الأمور بشكل رسمي.