- الموالون يعتمدون على الأغذية الخاصة بالدواجن لتسمين الخرفان كشف رئيس الجمعية الوطنية للإنتاج الحيواني للبياطرة، بن دنيا سعادة، أمس، في تصريح ل”الفجر”، عن أن الجزائريين بحاجة إلى نحر يوم العيد من 3.5 إلى 4 ملايين رأس ماشية، على أكثر تقدير، مشيرا إلى أنه للوصول إلى هذا الرقم سيتم تدعيم معظم ولايات الشمال الكبرى ومدن أخرى عديدة بالماشية القادمة من المناطق السهبية على غرار البيض والجلفة والنعامة والتي تتميز بجودة لحومها التي تبقى تسوق على المستوى الدولي ومطلوبة أكثر في الأسواق الأوروبية، وهي من السلالة الحمراء لأولاد جلال، التي يميزها مذاق خاص، وكثيرا ما تهرّب إلى المغرب ثم إيطاليا ودول أخرى. أكد بن دنيا سعادة أن جميع رؤوس الماشية هذا العام جيدة وسليمة وخالية من الأمراض وصالحة للاستهلاك، بعدما تم تلقيحها ضد الإصابة بأي مرض، وبالرغم من ذلك يبقى التخوف من الماشية التي يتم جلبها من خارج أقاليمنا الحدودية. يأتي ذلك في الوقت الذي يصل فيه عدد رؤوس الماشية بالجزائر إلى 22 مليون رأس، وذلك بعد الإحصاء الأخير لها. في ذات السياق أكد رئيس الغرفة الفلاحة بوهران، براشمي الحاج مفتاح، على أن الولاية بحاجة إلى نحر صبيحة العيد 350 ألف رأس غنم، إلا أنه لا يتوفر حاليا إلا 250 ألف رأس موجهة للبيع، وهو الرقم يعد قليلا مقارنة بالطلب، ما سيتطلب استيراد الماشية من ولايات أخرى مجاورة لتلبية طلبات المستهلكين من موالي الجلفة والبيض وتيارت وغيرهم والذين لديهم وفرة كبيرة في الماشية، مبرزا الفوضى الكبيرة التي تشهدها أسواق الماشية بعد تخصيص 17 فضاء للبيع، إلا أن الباعة الفوضويين سيحولون مع اقتراب العيد بداية من الأسبوع المقبل معظم الشوارع إلى أسواق لبيع الماشية وما يسببه ذلك من عرقلة حركة المرور، مشيرا إلى أنه على المواطن أن يشتري الماشية من الموالين لتفادي المضاربة في السعر وكذا للحصول على فاتورة منه بإمكان الجهة البيطرية المختصة التدخل في حالة ظهور أعراض لأمراض للماشية. موالون يتسابقون لتسمين كباشهم وأسواق المواشي تلتهب تقول أولى المؤشرات والمعلومات المستقاة من أسواق المواشي بعاصمة غرب البلاد أن أسعار الأضاحي هذه السنة في ارتفاع متزايد مع اقتراب العيد، وقد لا تشهد أي انخفاض، الأمر الذي سيرهق من دون شك ذوي الدخل المحدود. مع بداية العد التنازلي واقتراب عيد الأضحى يشهد المذبح البلدي بالولاية والذي يتردد عليه المواطنين من البلديات ال26 بوهران كل سنة لاقتناء أضحية العيد، حيث لاحظنا من خلال الجولة الاستطلاعية التي قادت الفجر إلى ”مذبح الحمري” ارتفاعا كبيرا في الأسعار رغم الوفرة في العرض مع قدوم المشترين، خاصة أن هذا السوق يتردد عليه الموالون من مختلف ولايات الوطن، حيث بيع الخروف الحولي ب3.5 مليون سنتيم والرخلة ب27 ألف دج، فيما تراوحت أسعار الأضاحي بين 4 و5 و6 مليون سنتيم. ومن خلال تقربنا من بعض الموالين أكدوا لنا أن الأسعار معقولة بحكم ارتفاع الأعلاف والأغذية للماشية والتي باتت تكلفهم مصاريف كبيرة، إلى جانب وضع أسواق الماشية تحت مراقبة البياطرة. وفي هذا الصدد جندت مفتشية البيطرة بوهران 35 بيطريا للإشراف على عملية بيع الماشية ومراقبتها من الأمراض قبل دخولها للسوق، وكذا لتفويت الفرصة على المضاربين والباعة للتلاعب في الأسعار والذين يتحينون الفرصة في كل عيد لرفع الأسعار، في وقت يبقى الإقبال على شراء الأضاحي هذه الأيام ضعيفا، وأن الكثير من العائلات تؤجل شراء الكبش إلى عشية العيد لظروف خاصة بكل عائلة، من ضيق مسكن وكذا عدم وجود من يهتم بالماشية وغيرها من الأسباب الأخرى. يأتي ذلك في الوقت الذي يعتمد فيه بعض السماسرة على تسمين الماشية وهي الطرق التي يرى العديد من البياطرة أنها تؤثر على صحة الماشية بشكل سلبي وبالتالي على صحة المواطن، بالاعتماد على أنواع من الأغذية، خاصة في الأصل بالدواجن، وتحتوي على هرمونات وبالرغم من منعها كغذاء للخرفان إلا أن السماسرة والمضاربين يقومون باستعمالها لتسمين الماشية والرفع في أسعارها الجنونية، وهو ما باتت تحذر منه الفيدرالية الوطنية لجمعيات حماية المستهلك وتدق ناقوس الخطر في ظل غياب المراقبة للأسواق غير الشرعية في القضاء عليها والخاصة ببيع الماشية والتي يتزايد عددها مع اقتراب العيد. لحوم مجهولة تغزو قصابات وهران مع اقتراب عيد الأضحى بدأت ظاهرة الذبح غير الشرعي للماشية تعرف انتشارا كبيرا بالعديد من بلديات الولاية، خاصة ببلديات مسرغين وحاسي بونيف وبوتليليس وغيرها، دون مراعاة الأماكن التي تذبح فيها الماشية والتي تكون عادة سرية وبعيدا عن أعين مراقبة البياطرة، وهو ما بات يشكل خطرا على صحة المواطن، خاصة ونحن على مقربة من العيد، حيث تنتشر بأسواق ومحلات القصابة كميات كبيرة من الأمعاء ولحوم الماشية مجهولة المصدر لتعرض على طاولات البيع، خاصة بسوق المدينة الجديدة والأسواق الأخرى المنتشرة بالأحياء، ويتم بيعها بأسعار مغرية على أرصفة الطرقات في غياب مصالح الرقابة، خاصة وأن الظاهرة بدأت تلوح في الأفق مع اقتراب العيد، حيث يتهافت على تلك الأمعاء واللحوم ذوو الدخل الضعيف من الذين لا يتسنى لهم شراء الأضحية وذلك من أجل إدخال الفرحة على أبنائهم، إلا أنهم يجهلون خطورتها التي لا يدركونها إلا بعد فوات الأوان.