تم سهرة الجمعة الماضية بقسنطينة تكريم أربعة من أيقونات المالوف القسنطيني، وذلك في إطار معرض ”من الأصوات إلى النوبة”. وكرم بالمناسبة قدور درسونس ”88 سنة”، الذي يوصف ب”معلم الأجيال” نظير تأطيره لعديد المغنين الذين ساهموا بدورهم في نقل المالوف الذي يصنع مفخرة مدينة الصخر العتيق والحفاظ عليه. وشهد الحفل الذي نظمته دائرة التراث اللامادي والفنون الحية لمحافظة تظاهرة ”قسنطينة عاصمة الثقافة العربية لعام 2015”، تكريم أيضا شيوخ آخرين فقدتهم الساحة الفنية القسنطينية، على غرار عبد المؤمن بن طوبال ”1928-2004” وعبد الحميد بلبجاوي ”1911-1978” وأحمد ربوح الياس حميدة زيدان ”1896-1972” نظير تفانيهم وتكريس حياتهم من أجل المحافظة على هذا التراث الفني القسنطيني. وتم بالمناسبة إبراز مشوار كل واحد من أعمدة هذا الفن، وهذا من خلال مائدة مستديرة تم تنشيطها من طرف مختصين وأفراد من عائلات شيوخ المالوف المكرمين، وفي هذا السياق وصف الفنان محمد عزيزي قدور درسوني المولود سنة 1927 والذي كان في بداية الأمر مغنيا قبل أن يقود الأوركسترا لمدة ثلاث عشريات، بأنه ”هرم” للموسيقى القسنطينية. وقال بشأنه ”هذا المعلم يعد أحد الفنانين القلائل الذين حملوا مشعل تكوين الشباب”، مضيفا أن ”90 بالمائة من الفنانين القسنطينيين كانوا تلاميذ درسوني في معهد التكوين في الموسيقى”، كما تم التطرق للمسار الفني الثري للراحل عبد المؤمن بن طوبال الذي استهل مشواره ضمن الجمعيات قبل أن ينشئ سنة 1983 رفقة أصدقاء فرقة ”البسطانجية” والتي ستساهم أيضا في نقل التراث الأندلسي للأجيال الصاعدة. وأفاد بالمناسبة منظمو معرض ”من الأصوات إلى النوبة” الذي تم تدشينه في أوت الأخير والمتواصل إلى غاية نوفمبر 2015، بأن تسجيل تراث المالوف كان ضمن أجندة المديرية الفنية لقسم التراث اللامادي والفنون الحية. وسيتم قريبا تدعيم مكتبة مخصصة للفن القسنطيني بكتب من تأليف باحثين ومؤرخين في هذا النوع من الموسيقى، كما أعلن المنظمون كذلك عن مشروع شراكة بين هذا القسم وجامعة قسنطينة، وتم خلال هذا الحفل أداء مقاطع موسيقية أندلسية من طرف الفرقة الشابة ”القسنطينية” التي تأسست عام 2010 بقيادة المايسترو رابح خطاط.