* حضور كبير للشباب وعائلات عاشقة لفن موسيقى الجاز انطلقت بمدينة الجسور المعلقة وللسنة الثالثة عشرة على التوالي، فعاليات المهرجان الدولي للجاز بقسنطينة، وهذا بسهرة موسيقية أحياها الفنان العالمي الجزائري كريم زياد، والتي قدّم خلالها أفضل أغانيه، وإلى غاية ساعة متأخرة من الليل، بالقاعة الجديدة ”أحمد باي” المدشنة مطلع السنة بمناسبة تظاهرة قسنطينة عاصمة للثقافة العربية 2015. ورغم قسوة البرد، سجل مهرجان ”ديما جاز” الذي أصبح تقليدا راسخا في العادات الموسيقية لمدينة الجسور المعلقة، حضورا كثيفا لجمهور قدم من مختلف ولايات الوطن، على غرار مدن سطيفوقسنطينةوالجزائر العاصمة ووهران، ضم شبابا وعائلات ذواقة لفن موسيقى الجاز، ولكن سجلت السهرة الأولى بعض النقائص، خاصة على مستوى التنظيم واستقبال الضيوف الذي لم يكن في مستوى مهرجان دولي من شأنه التخفيف والترفيه على الحضور، وأيضا قاعة زينيت ”أحمد باي” التي لم تكيف، ما أجبر الجمهور على الاحتفاظ بالمعاطف في محاولة لكسب البعض من درجات الحرارة، وكذا التأخر في انطلاق الحفل الذي كان من المقرر في حدود الساعة السابعة، إلا أنه سجل انطلاقة متأخرة بأكثر من ساعة، ولكن لم يكن هذا مانعا للجمهور الجزائري وعشاق الجاز من الاستمتاع بالألوان والأنغام المقدمة خلال الحفل الأول من ”ديما جاز”. اختلفت اللهجات واللغات من الشمال إلى الجنوب، ولكن حب موسيقى الجاز جمع الكل في سهرة فنية ضمت الكثير من الألوان، واحتوت على نغمات ونوتات عالمية، استمع لها الحضور بكل تركيز وذوق وشغف. واعتبر زهير بوزيد، محافظ مهرجان ”ديما جاز”، بعد الترحيب بالحضور، أن هذا الأخير يعد من بين أفضل الجماهير، مضيفا أن بعد 13 سنة من العمل والاجتهاد، اكتظت القاعة ب 3000 مقعد، وأكد زهير بوزيد أن استمرارية ”ديما جاز” هي ثمرة عمل المنظمين الذين يواجهون خلال كل طبعة ”عراقيل في شتى مراحل التحضير” ولكن يتجاوزونها، مضيفا أن الطبعة الثالثة عشرة تعد مميزة على جميع النواحي، وذلك بالتزامن مع تظاهرة قسنطينة ”عاصمة الثقافة العربية”، وأيضا كون الطبعة مهداة لدولة فلسطين التي هي ضيف شرف المناسبة، وقال زهير بوزيد عن اختيار فلسطين: ”نريد من الاستضافة أن نكرم الحرية، ونتضامن مع إخواننا ونندد بطريقتنا بالاعتداءات الصهيونية على الفلسطينيين”، موضحا أن استضافة فلسطين ستكون من خلال حفل يحييه الفنان الفلسطيني تامر أبو غزالة رفقة مجموعة من المغنين العرب، والذين سيؤدون أغاني باللغة العربية الملتزمة، وأضاف بوزيد أن ما يميز أيضا هذه الطبعة الفنية، هو تكريم روح الفقيد عزيز جمام، أحد المؤسسين لمهرجان ”ديما جاز”، وبلغة الموسيقى قال المحافظ بوزيد نريدها طبعة مميزة. ونشط الحفل الفنان الجزائري كريم زياد، الذي يعتبر موسيقيا يعزف على آلة الباتري وكذا مؤلف يهتم كثيرا بموسيقى الجاز المتأثرة بألوان موسيقية مختلفة، كالموسيقى الڤناوية والموسيقى المغربية، وكانت البداية بإلقاء نص كتبه كريم زياد تكريما لروح عزيز جمام، بحيث قال: ”نحبك ونفتقدك”، ليتبعه دخول أصدقاء الفنان كريم زياد إلى المنصة لمرافقة الموسيقي الجزائري في تقديم أغان من رصيده الفني الثري جدا، واعتبر زياد دعوة الأصدقاء في مرافقته جد معنوي له، خاصة أنهم عايشوا كل مساره الفني وعملوا معه كثيرا. وكان من المقرر أيضا مشاركة كريم زياد في افتتاح الطبعة الثالثة عشرة من مهرجان ”ديما جاز”، الفنان المغربي حميد القصري، والذي تعرض لحادث سير خطير، أدى إلى كسر على مستوى الحوض، وتم استبداله بدعوة الموسيقي حسان بوصوا، لكن هذا الأخير لم يلتحق بالسهرة الفنية حتى ساعة متأخرة من الليل. ورفقة بويان زاد وجوليان الموسيقيان اللذين قال كريم زياد أنه تأثر بهما كثيرا، قدم مقطع انصراف، منبثق من أول ألبوم موسيقي له بعنوان ”إفريقيا”، وكالعادة أبدع زياد على آلة الباتري والتي يتقن الضرب عليها لتقديم إيقاعات موسيقية، امتزجت مع النغمات المنبعثة من البيانو الذي عزف عليه بويان زاد، وقدم أيضا الفنان الجزائري كريم زياد مقاطع مختلفة ومتنوعة ضمت نغمات جاز متأثرة بموسيقات عالمية، على غرار مقطع ”ادرلبتزي” الذي يعد مقطعا موسيقيا تقليديا إسبانيا، وأيضا مقطع ”يهديك الله يا الغادي وحدوا”، ومقطع ”ذ جوكر” من ألبومه الموسيقي الأول، وتغنية ”وين نصيبك” من البومه الأخير. الحفل كان مليئا بالإيقاعات والنغمات التي امتزجت من خليط لثقافات أوروبية وإفريقية ولاتينية، بقاعة الزينيت التي تعد حاليا الأجمل في الجزائر وأيضا أكبر قاعة بالجزائر، شيدت بمقاييس عالمية بحي الزواغي للمدينة الجديدة قسنطينة، تتسع ل3000 متفرج منقسمة على طابقين، مدرج علوي وسفلي، تضم عدة مرافق وتحتوي على مساحة شاسعة. وسيعرف مهرجان ديما جاز مشاركة نجوم العزف في العالم من فرنسا ”بيلي كوبهان” الذي اشتهر في السبعينات بعزفه على آلة الباتري، وأيضا ”مالتد ميلك وتوني غرين” من أمريكا، و”أنكونيتو” من بريطانيا، بالإضافة إلى مشاركة الفنانة المغربية ”أوم”، وكذا فنان موسيقى الريغي العالمي ”ألفا بلوندي”. وللإشارة، خصصت محافظة مهرجان ديما جاز أسعارا رمزية للجمهور الذي يعد في معظمه من الطلبة وأبناء مدينة قسنطينة، بحيث يعد سعر دخول الحفلة الواحدة ب400 دج، بينما ستكون حفلة المغني الإيفواري ألفا بلوندي بقيمة 600 دج، فيما حدد مبلغ الدخول لكل الحفلات مجتمعة ب1000 دج، وهذا بهدف تحفيز الجمهور على ثقافة الحضور إلى ”عروض فنية احترافية” وأيضا دعم الثقافة والفنون. ونذكر أن مهرجان ديما جاز لقسنطينة سيتواصل إلى غاية ال3 من ديسمبر المقبل، بحيث ستحتضن قاعة أحمد باي كل السهرات، وفي الأخير يمكن القول أن جمعية ليما المنظمة للفعالية، استطاعت أن تمد ل”ديما جاز” شهرة دولية بفضل انتظام التظاهرة ونوعية المدعوين لتنشيط الحفلات، خاصة أن قسنطينة وبفضل مهرجان ”ديما جاز” احتضنت طوال عقد، أكبر مغنيي الجاز في العالم، على غرار ”بوني فيلدس” و”شايك تيدان ساك” و”فيليب كاترين” والفنان العالمي البريطاني الجنسية والنيجيري الأصل ”كيزيا جونس”.