انطلقت يوم السبت الفارط، بمدينة تاغيت الواقعة 97 كلم جنوب بشار، تظاهرة سياحية وثقافية كبيرة تحت عنوان ”الجزائر في قلب صحرائها”، خاصة أن الحدث يعد الأول من نوعه، من حيث المشاركة التي تحصي زهاء 1200 شاب من مختلف ولايات الوطن. وتُنظم التظاهرة الثقافية - السياحية، بمبادرة من وزارة الشباب والرياضة وبمساهمة المديرية المحلية للقطاع، اللتين برمجتا عدة نشاطات ثقافية لفائدة سكان مدينة تاغيت الجميلة بطبيعتها المضيافة، وأيضا على شرف الزوار الأجانب والجزائريين القادمين من المدن الشمالية، وسيكون سكان تاغيت على موعد مع معارض حول مختلف منجزات قطاع الشباب والرياضة والصناعة التقليدية التي تتميز بها المنطقة، وكذا معارض حول إبداعات الشباب في مختلف المجالات، إلى جانب تنظيم لقاءات وسهرات موسيقية ستقام على مستوى مقر سياحة الشباب بتاغيت. ويدخل الحدث، في إطار برنامج الأنشطة الشبانية، كما يندرج في إطار تطوير وترقية السياحة الشبانية، خاصة أن مدينة تاغيت أصبحت في السنوات الماضية قطبا سياحيا هاما لمنطقة الساورة، خصوصا خلال موسم نهاية السنة الذي يفضله الكثير من الشباب الجزائري لقضاء عطلة بالجنوب، في موسم الشتاء ولتزامنه أيضا مع العطلة الشتوية. وتهدف التظاهرة الثقافية - السياحية أساسا، إلى تعزيز الأواصر بين شباب مختلف مناطق البلاد، كما أنه يشكل أيضا فضاء للتبادلات والتنشيط بين هذه الشريحة من السكان، على غرار الاشتراك حول نشاطات ثقافية وفنية، كالموسيقى والرقص والآداب والشعر الشعبي، وأيضا الرسم، ولقاءات ثقافية أدبية من ضمنها أن تثري ثقافة الشباب الجزائري. وأوضح وحيد لعياشي، مسؤول مصلحة النشاطات الشبانية بمديرية الشباب والرياضة لبشار، أنه تم برمجت ضمن هذا الموعد الشباني، كذلك جولات سياحية واستكشاف لمختلف المواقع الطبيعية والمعالم التاريخية لولاية بشار. ويشكل تنظيم هذا الحدث بتاغيت وسيلة لتطوير السياحة الشبانية التي تمثل مجالا هاما في السياحة الاجتماعية وأيضا عاملا لتعرف الشباب على الثروات وحقائق المناطق الصحراوية للوطن التي تزخر بقدرات سياحية كبيرة مثلما أجمع على ذلك مسؤولون محليون وإطارات قطاع الشباب والرياضة. وستساهم شبكة هياكل الاستقبال التي أنجزت خلال، الخمس سنوات الأخيرة، بمنطقة تاغيت والمقاطعة الإدارية المنتدبة لبني عباس المتواجدة على بعد 240 كلم جنوبي بشار، سيما منها بيوت ومخيمات الشباب بطاقة إجمالية تفوق 1500 سرير في تجسيد أهداف هذه التظاهرة. وللإشارة، يتوجه منذ سنوات آلاف الشباب الجزائري نحو هذه المنطقة الجد جميلة بطبيعتها الصامتة والملهمة، وتتميز مدينة تاغيت والمناطق القريبة عنها، بكثبانها الرملية المرتفعة على أكثر من 750 متر، وتتميز بألوانها الذهبية والحمراء الأجورية، إضافة إلى الصخور الحاملة لرسومات ونقوش صخرية شاهدة عن عصور 7 آلاف سنة قبل الميلاد، كما نجد بمدينة تاغيت العديد من الواحات، والتي استثمر فيها العديد من شباب مدينة تاغيت، ببنائهم فيها بيوت ضيافة للإيجار، تقدم خدمات سياحية وثقافية تقليدية وباحترافية. ونذكر أن منطقة الساورة جنوبي ولاية بشار تضم مجموعة من القصور المبنية بمادة الطين وجذوع النخيل، ومن بينها قصر بمدينة تاغيت التي تعرف بجوهرة الساورة أو عروسها، ويعود تاريخ تشييد القصر القديم الذي يحتوي على بيوت سكان وأيضا مقرات لجمعيات ثقافية، إلى أكثر من 11 قرنا، وتعد هذه الأخيرة ضمن التراث المادي الوطني.