يحل اليوم، بالجزائر، كاتب الدولة الأمريكي المساعد المكلف بالشؤون السياسية، توماس شانون، في إطار جولته التي ستقوده أيضا إلى دولتي تونس ومالي وهي الجولة التي تأتي بعد أن غادر الجزائر وفد أوروبي أمني، يجس خلالها النبض فيما يتعلق بالملف الليبي. تتركز زيارة شانون، التي تستغرق يومين، حول القضايا التي تخص المنطقة، في محاولة لتبادل المعلومات والمفاهيم بشأنها، سيما التعاون في مكافحة الإرهاب، وفق ما نقلت وزارة الخارجية الجزائرية، وهو ما أشارت إليه أيضا كتابة الدولة الأمريكية في بيان لها، حين أبرزت أن شانون، سيجتمع مع مسؤولين جزائريين لدراسة ”التعاون الوثيق” بين البلدين سيما في مجال مكافحة الإرهاب. وتأتي مهمة المسؤول الأمريكي الخاصة في سياق زمني ملتهب في ليبيا مع توسع ”داعش” واقتراب ساعة الحسم العسكري الغربي في الجارة الشرقية، وهي الأجندة السياسية التي سيعمل عليها شانون، في محاولة لتليين الموقف الرسمي ورفضه كسر قاعدة ”لا تدخل للجيش خارج الحدود”، إذ ستشمل الجولة الاقليمية ايضا تونس ومالي، وهما دولتان معنيتان مباشرة بإرهاصات الازمة الليبية. ولا يخرج المسعى الأمريكي عن المباحثات الأوروبية مع المسؤولين الجزائريين خلال اليومين الماضيين، فقد التقى وفد عن الاتحاد الأوروبي يرأسه الأمين العام المساعد لجهاز العمل الخارجي الأوروبي، بيدرو سيرانو، مع وزير الشؤون المغاربية والاتحاد الإفريقي وجامعة الدول العربية، عبد القادر مساهل، حيث تحادثا الطرفين حول ”الوضع في ليبيا والساحل ومكافحة الإرهاب والتحديات وتهديدات داعش”، وأوضح بيدرو سيرانو، أن هناك ”توافق كبير في وجهات النظر بين الجانبين” كما كشف سيرانو، الذي كان مرفوقا بمنسق الاتحاد الأوروبي لمكافحة الإرهاب، جيل دي كيرشوف، أن ”هناك تعاون في غاية الأهمية يجمعنا بالجزائر في مجال مكافحة الإرهاب، ونسعى إلى بحث إمكانية تعزيزه أكثر”، مضيفا أن الجزائر والاتحاد الأوروبي لديهما نظرة مشتركة بخصوص التحديات التي يواجها الطرفان، مشيرا إلى وجود إرادة لدى الطرفين لتعزيز هذا التعاون. وتزامنت زيارة الوفد الأوروبي، مع إطلاع الممثل الخاص للأمين العام لمنظمة الأممالمتحدة من أجل ليبيا ورئيس بعثة الأممالمتحدة للدعم في ليبيا، مارتن كوبلر، في رسالة إلى مساهل، بآخر التطورات الحاصلة في ليبيا، خاصة تشكيل حكومة وحدة وطنية جديدة والمراحل المقبلة التي يجب إتباعها، حيث أشاد كوبلر، بدور الجزائر في البحث عن حل يفضي إلى السلم والأمن والاستقرار في ليبيا، مبرزا أن المحادثات التي أجراها، مع مساهل ومسؤولين جزائريين آخرين خلال زيارته إلى الجزائر، سمحت له بالاطلاع على الملف الليبي وعلى موقف الجزائر.