تراجع نيكولا ساركوزي، رئيس فرنسا السابق وزعيم حزب الجمهوريين، عن تصريحاته التي أطلقها خلال خرجته يوم الثلاثاء الماضي إلى مدينة نيس، والتي وصف فيها نشطاء حملة ”انهضوا ليلا” المنددين بمشروع تعديل قانون العمل، الذي صاغته وزيرة العمل الفرنسية من أصل مغربي، مريم الخمري، والذي أثار حفيظة الطبقة العمالية والطلابية في شتى أنحاء البلاد، على أنهم أناس عقولهم فارغة، ويريدون إعطاء الدروس والمواعظ في أمور لا يفقهونها. وحاول ساركوزي الساعي للعودة إلى الحكم مجددا تدارك الوضع بعد الحملة الشرسة التي تعرض لها على مواقع التواصل الاجتماعي، شنها معتصمون وانضمت إليها شخصيات سياسية، بتطييب خاطرهم والتقليل من وقع الانتقادات السابقة، وصرح لإحدى القنوات الفرنسية أنه يحترم المعتصمين مثلهم في ذلك مثل كافة المواطنين الفرنسيين وأن أفكارهم هي الفارغة من أي محتوى وليست عقولهم. وأوضح قائلا: ”ليس لديهم برنامج (...) ليترشحوا للانتخابات إذا كانوا قد سئموا السياسة”. وجدير بالذكر أنه شارك في المظاهرات ضد ”قانون الخمري” ما لا يقل عن 170 ألف موظف وطالب. واشتبك خلالها محتجون ملثمون بقوات مكافحة الشغب في مناطق متفرقة من البلاد، ما أدى إلى وقوع إصابات بين قوات حفظ النظام، وفي صفوف المتظاهرين. وتصر وزيرة العمل الفرنسية مريم الخمري على أن هذا القانون يخدم قطاع التشغيل في البلاد. وقالت الخمري: ”هذا القانون يستجيب للوضع في بلادنا، نسبة البطالة تتجاوز 10 في المائة، وهي نسبة البطالة نفسها منذ 20 عاما، وبالرغم من تحسن الأوضاع خلال الشهر الماضي، إلا أن ذلك غير كاف، بلادنا تخلق مناصب عمل بنسبة أقل من البلدان الأوربية الأخرى”. وتفيد بعض الإحصائيات أن فرنسا ما بين 2013 و2015، وفرت حوالي 57 ألف منصب عمل مقابل 482 ألف منصب عمل في ألمانيا و651 ألف في إسبانيا و288 ألف في إيطاليا. يذكر أنّ الرئيس الفرنسي، فرانسوا هولاند، عيّن، أواخر أكتوبر الماضي، مريم الخمري، وزيرةً للعمل، خلفاً لفرانسوا ريبسامين، والذي استقال من منصبه بعد فوزه بمنصب رئيس بلدية مدينة ديجون. وجاء تعيين الخمري، باقتراح من رئيس الوزراء مانويل فالس، والذي سلّمها منصب كاتبة الدولة المكلفة بشؤون المدينة، العام الماضي، بعد أن كانت تشغل منصب نائبة في بلدية باريس.