تم، أول أمس بالمدية، بمناسبة شهر التراث، تعريف الجمهور على الطريقة التقليدية لتقطير ماء زهر البرتقال والورود التي تشتهر به سيرتا القديمة، والبليدة التي يرتبط دائما اسمها بالورود ذات الرائحة العطرة. تنقل جمهور متباين يتكون من مبتدئين في الميدان ومن فضوليين لمركز التعميم الفلاحي بتاقبو بوسط المدية، لحضور عملية تقطير الورود التي قام بها حرفيون جاؤوا من مدينة البليدة. واكتشف الحضور كيفية إجراء هذه العملية انطلاقا من قطف الورود مرورا بتحضير ”القطار” إلى غاية خروج المنتوج النهائي المتمثل في مستخلص ماء الورد ”راس القطار”. وسمحت هذه العملية التي تلخصت في أهم عمليات التقطير خصوصا أن الهدف منها هو تعميم هذه الحرفة، بتعرف الجمهور العريض على هذه ”الصنعة” القديمة التي تحفظ تفاصيلها الدقيقة في سرية تامة. وللحصول على ماء الزهر يملأ الحرفي ”القطار” الذي يتكون من ماعون نحاسي ”الطنجرة” ومصفاة ”كسكاس” بكمية من الورود ويضعها على نار هادئة، ثم يمر البخار على المليء بالعطور، ليكون قطرات يتم استرجاعها بفضل مصفاة خاصة. ويرتبط الحصول على مستخلص ماء الورد ذات جودة بكمية ورود معينة يتم استعمالها في كل مرحلة، إلى جانب استبدال الماء الموجود في ”القطار” بانتظام، حسب فلة رحال، حرفية في تقطير الورود من قسنطينة. وكلما تعتق ماء الورد كلما زادت قيمته من جانب العطر والمذاق، حسبما ذكرته ذات الحرفية التي كانت تعرض بفخر المستخلصات التي أنتجتها على الطريقة القديمة انطلاقا من أزهار البرتقال والنعناع والخزامى.