تسجل الجزائر آلاف الزواجات سنويا، لتجعل السلطات مؤخرا ”الفحص قبل الزواج” ضرورة لتجاوز مشاكل صحية قد تصاحب أحد الزوجين أوكليهما بعد الزواج، مثل الأمراض الجنسية المتنقلة، ناهيك عن الأمراض الصامتة والمعدية. أكد فتحي بن أشنهو أن الجزائر وصلت إلى مرحلة التكفل بالمواطن من ناحية الرعاية الصحية من خلال الصحة الجوارية، وعلى المواطنين التقرب من هذه الفضاءات. والمرأة الحامل يجب التكفل بها قبل الحمل أساسا، وفترة الحمل ثم أثناء وبعد الولادة، من خلال تغيير ذهنية المجتمع، خاصة في ما تعلق ب”الحمل في خطر”، وهو يصنف بعد الملاحظة العلمية التي تنتج بواسطة التحاليل، المراقبة، والأشعة، بغية أن يكون الطاقم الطبي على أكمل استعداد لمواجهة الحالة. استنكر فتحي بن أشنهو النساء الحوامل اللواتي لا يتابعن حملهن عند المختصين بمراقبة ضغط الدم، بل إن العملية تبدأ قبل الزواج من خلال ”الفحص قبل الزواج”، والذي يعتبر حصنا لكلا الزوجين من الأمراض المتنقلة التي قد يكون أحد منهما مصابا بها. وفي رده على سؤالنا حول رأيه في منح شهادات تثبت الصحة الجيدة من قبل الطبيب للمقبلين على الزواج دون فحص شامل، اعترف بن أشنهو بوجود هذا التجاوز من قبل أهل المهنة، ليعترف بوجود خلل في الممارسة الطبية عند الأطباء والمواطنين على السواء، من خلال حصر مهنة الطب في العملية الإدارية، اعتقادا من البعض أن الأمر متعلق بتقديم وصفة دواء أو شهادة طبية معينة تحمل ختم الطبيب. كما أن المواطن على غرار المقبل على الزواج، يقبل منح شهادة تثبت الصحة الجيدة دون فحص من قبل الطبيب، معتبرا أن الظفر بشيء دون الخضوع للضوابط القانونية يعتبر مكسبا، وهذا راجع للخلل القائم في ذهنية الفرد. ليدعو ذات المختص أن الطبيب عليه أن يبقى طبيبا، ولا يجب التأثير عليه من أي طرف. كما أن القابلة يجب أن تدرك قيمة مسؤوليتها، لأن القانون حدد الضوابط الواجب اتباعها. وقد ذكر الطبيب حالات نساء كن مقبلات على الولادة في ظروف جد صعبة، بسبب عدم مراقبتهن لضغط الدم وعدم تحليلهن للدم. صرحت قابلة متقاعدة ل”الفجر”، على هامش اليوم العالمي للقابلات، أن مهنة القابلة كانت منضبطة وتستدعي اختبارا تأهيليا لممارستها، لكن للأسف فإن الوقت الراهن تعد القابلة مهنة من لم تتمكن الالتحاق بمهنة الطب تضيف المتحدثة. كما أن الكثير من المهام تتحملها القابلة في متابعة المرأة الحامل لكن الشعار يناله الطبيب المختص في نهاية المطاف، وكأن دور القابلة اقتصر على عملية التوليد فحسب، في حين أنها الراعي الرسمي لسلامة ومتابعة الحمل في جميع أطواره وغيره من الأمور المتعلقة بعالم الانجاب. قال رئيس الجمعية الوطنية للتنظيم العائلي، إن تكوين القابلات يجب أن يكون متواصلا، ليصرح بوجود تحسن في مجال التوليد. كما أن الجمعية تنظم كل عام تكوينا لصالح القابلات دون أي شروط، في حين أنه لم يتم بعد تحديد موعد اليوم التكويني للسنة الجارية. ليستنكر ذات المتحدث العنف اللفظي على سبيل المثال الذي تتلقاه نساء مقبلات على الولادة من قبل القابلات، واعتبر أن المشكل موجود فعلا، ويتأسف على واقع مستشفياتنا في هذا الجانب..