تحضر المصالح الولائية قريبا عبر طرقات العاصمة، إطلاق آليات جديدة في مجال حركة المرور والطرقات وسير وسائل النقل العمومية والخاصة، من مركبات وحافلات، من شأنها السماح بإرسال إنذارات آلية للسائقين عن حالة الطرقات والنقاط السوداء، من خلال اعتماد نظام مزود بكاميرات مراقبة نقلا عن التجربة الإسبانية. كشف مدير النقل لولاية الجزائر رشيد وزان ل"الفجر" أن الشراكة الإسبانية الجزائرية التي ستثمر إنشاء شركة جزائرية نقلا عن التجربة الإسبانية الرائجة بمجال التسيير التكنولوجي للطرقات الكبيرة التي ستسمح بفتح ما يزيد عن 100 منصب شغل بعاصمة البلاد لوحدها، قبل أن يتم تعميمها على أكبر الولايات الشرقية والغربية التي تعاني أزمة مرورية حادة إلى جانب عملية التنظيم أيضا. وأضاف وزان أن النظام الذي سيكون مزودا بكاميرات مراقبة، سيسمح بالتقاط صور للمركبات المخالِفة بالطرقات وتسجيل الرقم التسلسلي لها وإرسال المخالفة لصاحب البطاقة الرمادية، لتسديدها من دون أن تكون له فرصة لطلب التدخل لإلغاء المخالفة، مثلما يحدث حاليا من خلال اللجوء للمحسوبية وغيرها من الطرق الملتوية. وستسمح شراكة بين مؤسستين جزائريتين "egctu" و"erma" ومؤسستين إسبانيتين "sice" و"indra بالدرجة الأولى بتكوين الإطارات الجزائرية في مجال تنظيم المرور، وإعطاء حلول للزحمة المرورية التي تعيشها العاصمة، ووضع أجهزة معلوماتية حديثة في طرقات العاصمة، للقضاء على الزحمة المرورية، واستعمال أجهزة معلوماتية حديثة في تسيير مؤسسات النقل الوطنية من ترامواي وميترو وحافلات...الخ قبل ضمان فتح مناصب شغل جديدة. وقال وزان أن المشروع سيكون جاهزا في غضون 24 شها حيث سيتم تنسيق العمل مع الإذاعة الوطنية لبث كل المعلومات المتعلقة بالطرق ونقاط السوداء عبر ومضات عاجلة، بالإضافة إلى تعريف السائق بوضعية حظائر السيارات وطاقات استيعابها، مضيفا أنه تم اختيار مبنى ببلدية القبة لاحتضان مركز تنظيم حركة المرور، على أن يتم تخصيص مركز استعجالي ثان يتم اللجوء إليه في حالة تسجيل أعطاب بالمركز الرئيسي. وعن البيانات قال ذات المتحدث أنه سيتم تجميعها لإنشاء قاعدة معطيات حول وضعية الطرق، واستغلال كل الكاميرات الموزعة عبر عدة محاور من الطرق والخاصة بمصالح الشرطة والدرك، بالإضافة إلى رفع المعطيات التي تجمعها العديد من التجهيزات التي تم وضعها عبر الطرق للتعرف على عدد المركبات المارة. وسيتم اعتماد النظام المعلوماتي في تسيير نحو مليون و400 مركبة بالعاصمة وحدها فقط دون الحديث عن تعميم التجربة على الولايات الكبرى التي ستستفيد هي الأخرى من الشراكة، جراء هذا العدد الهائل من التدفق، والذي يتسبب في غلق أهم الطرق الرئيسية، ويدخل الطرقات في أزمة سير خانقة يوميا، كالتي تعرفها العاصمة اليوم وأثرت سلبا على المواطن الذي بات يتخبط في الطرقات لأزيد من ساعتين قبل الوصول إلى وجهته. وسيشارك الطرف الجزائري في أشغال إنجاز هذا المشروع بنسبة 30 بالمائة، في حين يشارك الطرف الإسباني ب70 بالمائة، خصوصا في هندسة حركة المرور وتسيير البرمجيات وتجهيزات الرصد الآلي للمخالفات ووضع التجهيزات والبرمجيات والصيانة.