اختتم رئيس الحكومة التونسية، يوسف الشاهد، زيارته للجزائر، بالاتفاق على تعزيز التعاون الأمني والعسكري لضبط الحدود المشتركة بين البلدان وليبيا، وكذا التأكيد على تنسيق المواقف السياسية لحل تعقيدات الأزمة في هذا البلد. هيمن الملف الأمني على مباحثات الرئيس عبد العزيز بوتفليقة والوزير الأول عبد المالك سلال، مع يوسف الشاهد، حيث تمت مناقشة موضوعات تعزيز التعاون الأمني والعسكري في مجال مكافحة الإرهاب بين البلدين، حيث أعرب الشاهد عن ”حرص الحكومة التونسية على تعزيز العلاقات الاستثنائية التي تربط البلدين والشعبين الشقيقين”، وقال إنه ”أكدت للرئيس بوتفليقة أن حكومة الوحدة الوطنية في تونس ستدفع بمزيد من تعاونها مع الجزائر”. ومن جهة أخرى، أكد وزير الداخلية التونسي الهادي مجدوب، أنه سيتم قريبا إمضاء اتفاق أمني مع الجزائر، ”يتوج التعاون القائم بين البلدين في هذا المجال ويرسخ العلاقات المتميزة التي تربطهما”، وتابع بأن ”اللقاءات تنعقد يوميا على مستوى الأجهزة الأمنية للبلدين، لا سيما منها المتمركزة على الحدود المشتركة”، مبينا أن التعاون الأمني مع الجزائر ”هو الأكثر كثافة مقارنة ببقية الدول”. وبخصوص الوضع الأمني في ليبيا، أشار مجدوب، إلى أن ”الملف الليبي معقد وهو يهم تونسوالجزائر باعتبار الحدود المشتركة مع الجارة ليبيا”، مؤكدا أن كلا البلدين يحملان ”رؤية مشتركة” للوضع في ليبيا، ويتابعان المستجدات على الساحة الليبية، ”على أمل أن يتوصل الفرقاء إلى حل سياسي توافقي في أقرب الآجال”. وفي ذات السياق، أعلن الوزير الأول عبد المالك سلال، أن اللجنة المشتركة العليا الجزائرية-التونسية ستجتمع بتونس أواخر فيفري 2017، وقال خلال مباحثاته مع الشاهد، إن حصيلة العمل التعاوني بين البلدين ستتوج أواخر فيفري 2017، باجتماع اللجنة المشتركة العليا بتونس، مضيفا أن هذا الاجتماع سيؤكد أن التعليمات التي قدمها الرئيس بوتفليقة، قد تُرجمت في الميدان بأشياء جديدة تعود بالخير على البلدين. وأوضح سلال، أن زيارة الشاهد إلى الجزائر، في أول زيارة له إلى الخارج، تعكس قوة العلاقات الثنائية التي تربط البلدين، مشيدا بالتعاون الأمني القائم بين الجزائروتونس، وأوضح أن الجانبين يجمعهما تعاون قوي في هذا المجال، و”سنستمر فيه أكثر فأكثر مستقبلا”، مشيرا إلى أن عدد السياح الجزائريين المتوجهين إلى تونس سيصل مع نهاية 2016، إلى نحو 1.5 مليون سائح. وأنهى رئيس الحكومة التونسية زيارته للجزائر، بإعلانه عن إلغاء ضريبة 30 دينارا على الجزائريين التي أثارت أزمة بين البلدين خلال الصائفة الماضية.