كشفت حصيلة الحماية المدنية الأخيرة عن تسجيل 11 حالة وفاة اختناق بسبب غاز أحادي أكسيد الكربون منذ بداية عام 2016، بولاية الجزائر. في هذا الإطار، أوضح الملازم الأول خالد بن خلف الله المكلف بالإعلام لدى مديرية الحماية المدنية لولاية الجزائر، على هامش انطلاق القافلة التحسيسية للوقاية من الحوادث المنزلية والاختناقات الناجمة عن الغاز خاصة غاز أحادي الكربون بمركز التكوين المهني الخوارزمي بالكاليتوس بالعاصمة، أنه تم تسجيل 11 حالة وفاة اختناقا بغاز أحادي أكسيد الكربون منذ بداية العام الجاري، فيما تم تسجيل حالة واحدة فقط سنة 2015. وأشار المتحدث إلى أن القافلة التحسيسية للتوعية من أخطار حوادث الاختناق والتسمم بغاز أحادي الكاربون (القاتل الصامت) الذي لا لون ولا رائحة له ويسجل ضحايا سنويا تتزامن وموسم الشتاء. وستجوب القافلة العديد من البلديات وفق رزنامة معينة مع التركيز على الأحياء السكنية الجديدة في إطار برنامج ترحيل ولاية الجزائر الرويبة وبئرتوتة، وغيرها . كما ستنتقل القافلة التحسيسية الى المؤسسات التربوية والإقامات الجامعية والساحات العمومية والمكتبات ودور الشباب، وغيرها من المرافق التي تستقطب المواطنين، حيث تشمل دروس توعوية حول هذه الأخطار . وأكد بن خلف الله، في تصريح ل(واج)، أن الهدف من تنظيم هذه الحملات التحسيسية، هو تقديم صورة واضحة ومبسطة حول خطورة التسربات الغازية على حياة المواطن إذا لم يراع جملة من الشروط والتعليمات، من خلال معارض توضيحية بالصور ومطويات تبسط كيفية الوقاية واكتشاف عملية التسربات لتفادي الاختناقات. وستتميز القافلة بتقديم عروض مسرحية لفائدة التلاميذ والمتربصين بمختلف المؤسسات التربوية ومعاهد التكوين المهني بالعاصمة، ويتسنى لعناصر الحماية المدنية تقديم نصائح وإرشادات بخصوص حوادث الاختناقات بسبب تسرب الغاز واكتشاف أخطارها لتفادي مثل هذه الحوادث المميتة. وذكر المصدر أن أسباب أغلب حوادث الاختناق تكون ناجمة عن وجود خلل في الوقاية وكذا في مواصفات الآمان ببعض الأجهزة المستعملة، على غرار نقص أوانعدام التهوية وعدم امتثال بعض وسائل التدفئة للمقاييس الأمنية، بالإضافة إلى سوء تركيب وتشغيل هذه الأجهزة والوسائل من قبل أفراد غير مؤهلين. وأوضح أن القافلة التحسيسية تتميز ببرنامج ثري ومتنوع بتنسيق مع مختلف القطاعات، منها مديرية الصحة ومصالح سونلغاز من أجل توعية المواطنين وغرس ثقافة وقائية لديهم مع التأكيد على إتباع القواعد واحترام المقاييس الأمنية، مضيفا أن العملية التحسيسية ستتواصل طيلة فترة موسم الشتاء إلى غاية أفريل القادم، بعمل توعوي جواري عن طريق قافلة التحسيس والتوعية. من جهته، حذر سلماني محمد، مهندس وممثل شركة سونلغاز، من أخطار عدم تنظيف مصفاة أجهزة التدفئة ومن مخاطر غلق فتحات التهوية أثناء إجراء أشغال التحويلات والتعديلات داخل السكنات باعتبارها ضرورية. وأكد أن الغازات المحترقة، وبالأخص أول أوكسيد الكربون، هي أكبر متسبب في الاختناقات والوفيات. وأضاف أنه من بين الأسباب كذلك عدم احترام مقاييس الأمان أثناء تركيب تجهيزات التدفئة، لاسيما فيما يتعلق بالتهوية وإغلاق صمامات بشكل جيد. ودعا إلى ضرورة اختيار سباك مؤهل من طرف مصالح سونلغاز لأنه يمتلك الخبرة ويضمن عملية ترصيص وفق المقاييس لتفادي التسربات.