مازالت أسعار البطاطا تسبح في السماء بأسواق الجملة والتجزئة عبر تراب ولاية معسكر المعروفة بإنتاجها الوفير لهذه المادة الأساسية، حيث فاق مؤخرا سعرها 80 دج للكلغ الواحد، وهو الأمر أثار استياء وتذمر المواطنين، خاصة أصحاب الدخل المحدود وفئة المتقاعدين الذين عجزوا عن اقتناء هذه المادة التي تعتبر ضرورية على موائدهم كل يوم وذات استهلاك واسع. وقد أكد في هذا الشأن عضو الفيدرالية الوطنية لمنتجي البطاطا درويش سحنون، أن بطاطا آخر الموسم بصدد جنيها من قبل فلاحي المنطقة وتخزينها بغرف التبريد في إطار برنامج جهاز ضبط المنتوجات ”سيربالاك”، مضيفا أن أسعار البطاطا المرتفعة تعود إلى ارتفاع تكاليف إنتاجها، كما ساهمت عدة عوامل في رفع أسعارها، حيث بات الهكتار الواحد من البطاطا يكلف الفلاح 80 مليون سنتيم بدءا بتكاليف الطاقة التي تتجاوز 60 مليون سنتيم شهريا والبذور المستوردة من بلجيكا التي تكلف هي الأخرى 14 ألف دج للقنطار الواحد والأسمدة التي يتجاوز سعر القنطار الواحد منها 9 آلاف دج، بالإضافة إلى مشكل اليد العاملة، حيث يضطر العشرات من الفلاحين إلى الاستنجاد باليد العاملة من خارج الولاية لجني هذا المنتوج. مدير المصالح الفلاحية بالولاية لعرابي خالد، أكد أن المساحة المغروسة من بطاطا آخر موسم بلغت حوالي 6 آلاف هكتار، وأن مصالحه تتوقع جني حوالي مليوني قنطار عند انتهاء حملة الجني. أما توقعات غرس البطاطا الموسمية حوالي 7 آلاف هكتار سيتم جنيها بداية شهر جوان، مضيفا أن الدولة لاتزال تدعم منتجي البطاطا بنسبة 20 بالمائة في مادة الأسمدة. كما يستفيد مكثرو البطاطا من منحة التكثير ومنحة التخزين تحت البرد. مدير المصالح الفلاحية أكد أيضا أنه في الأيام القليلة ستخرج مادة البطاطا لتكسير أسعارها وأن المساحة الإجمالية لغرف التبريد عبر الولاية تبلغ 230 ألف متر كعب، وهناك 20 فلاحا متعاقدا مع ”أنيلاف” لتخزين بذور البطاطا وبطاطا الاستهلاك، مشيرا إلى أن هناك مراقبة يومية من قبل المصالح الفلاحية، إلا أن شعبة البطاطا تعرف عزوفا كبيرا من قبل منتجيها، خاصة بعد انهيار أسعارها في فترة الصيف، خاصة المنتجون الصغار الذين لا يستطيعون مقاومة خسائرهم المكلفة.