لم يثن الارتفاع النسبي الذي شهدته أسعار النفط منذ بداية تطبيق اتفاق أوبك القاضي بتقليص حجم الإنتاج من ارتفاع التوقعات السلبية حول مستقبل أسعار الذهب الأسود خلال الخمس سنوات المقبلة، حيث أكدت تقارير دولية أنه لن يتجاوز سقف 60 دولارا للبرميل. عرفت أسعار النفط ارتفاعا نسبيا، أمس، مقتربة من أعلى مستوياتها في شهر، حيث طغت توقعات انخفاض مخزونات الخام والمنتجات الأمريكية على أنباء ارتفاع الإنتاج الليبي. وتقدمت عقود خام برنت 0.4٪ وتداولت عند 54.40 دولار بزيادة 23 سنت للبرميل. وفقاً لمحللي النفط من ”فورتيكسا”، فإن شحنات النفط تراجعت بحوالي 17٪ منذ بداية العام 2017، مع تراجع بأكثر من 100 مليون برميل من النفط المشحون هذا العام. ومن جهته، تراجع مخزون الخام الأمريكي بمقدار 1.8 مليون برميل الأسبوع الماضي، على الرغم من أنه ما يزال عند حدود قياسية، مع 533.7 مليون برميل، وفقاً للمعهد البترولي الأمريكي. ودفع ذلك خام القياس العالمي فوق المتوسط المتحرك لمئة يوم ليدخل في نطاق المغالاة في الشراء للمرة الأولى منذ نهاية ديسمبر. وزاد الخام الأمريكي غرب تكساس الوسيط 70 سنتا أو 1.4 بالمئة إلى 50.94 دولار للبرميل. وكلا الخامين عند أعلى مستوى منذ الثامن من مارس. ولامسا أقل مستوياتهما في أربعة أشهر أواخر الشهر الماضي لكنهما زادا ثمانية بالمئة منذ ذلك الحين بفعل التوقعات بأن منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) والمنتجين الآخرين سيمددون خفض الإنتاج. وفي هذا الإطار، قال جيم ريتربوش رئيس شركة استشارات الطاقة ”ريتربوش اند أسوشيتس” التي مقرها شيكاغو في مذكرة ”التزام أوبك ما زال أفضل من المتوقع، ومن المرجح أن تؤكد ذلك عدة تقارير شهرية تصدر الأسبوع القادم”. وبخصوص مستقبل الأسعار، أعلنت وكالة ”أرغوس” الخاصة بتحليل أسواق الوقود العالمية عن تغيير سلبي لتوقعات بشأن مستقبل أسعار النفط. واعتبر خبراء ”أرغوس” أن سعر النفط لن يتجاوز 60 دولارا للبرميل خلال السنوات الخمس المقبلة، بينما كانت التقارير السابقة تشير إلى أن سعر ”الذهب الأسود” قد يزيد عن 75 دولارا مع نهاية هذه الفترة. وأوضح نائب مدير إدارة البتروكيميائيات في الوكالة، ديف مكاسويل، أن تغير التوقعات مرتبط بزيادة نشاط النفط الصخري في الولاياتالمتحدة بأكبر من المتوقع، تزامنا مع بطء نمو الطلب في الأسواق العالمية. وبحسب محللين، فإن الأزمة كانت نتيجة لعدة عوامل بينها ركود الطلب في أسواق الطاقة العالمية، وثورة النفط الصخري، وتخمة المعروض.