ختم وزير الشؤون المغاربية والاتحاد الإفريقي وجامعة الدول العربية عبد القادر مساهل، جولة استغرقت عدة أيام إلى مناطق ليبية بافتكاك وعود من شخصيات التقاها للانخراط في المصالحة وإنهاء الاقتسام السياسي. وأكد أمس الحراك الوطني لشباب مصراتة الليبي، دعمهم للحلول السلمية والمصالحة بين الليبيين، وضرورة إنهاء الاقتسام السياسي، مطالبين ”بتعديل الاتفاق السياسي وفقا لطموحات الشعب الليبي وتفعيله لضمان عمل المؤسسات الوطنية القائمة”. وقال شباب مصراتة في بيان لهم إنهم التقوا بوزير الخارجية للشؤون المغاربية والاتحاد الأفريقي عبد القادر مساهل، وشددوا على رفضهم ”لأي اقتتال بين الليبيين”، مشددين على أن ”العدو الحقيقي هو الإرهاب”. وأشاروا إلى استعدادهم للعمل الوثيق مع كافة القوي الليبية الوطنية من أجل إحلال السلام والاستقرار، لافتين إلى أنهم يثمنون دور الجزائر في حل الأزمة الليبية. وأوضحوا أن السبيل الوحيد لعودة الحياة إلى طبيعتها في ليبيا يتمثل في إنهاء الحرب والعمل الجاد على إرساء دولة المؤسسات القوية والفاعلة. من جانبه أكد وزير الدفاع الليبي السابق أسامة الجويلي، أن المباحثات مع مساهل الذي زار الزنتان الخميس الماضي تركز على ملف تعثر الاتفاق السياسي وكيفية الخروج منه. وقال الجويلي الذي كان يتحدث لقناة ليبيا بانوراما أن الطرح الجزائري واضح ومتطابق مع مبادرة الرئيس التونسي وهي عبارة عن مبادئ متفق عليها وترى دول الجوار العربية الثلاث أنها أساسية لحل المشكل الليبي وهي عدم التدخل الخارجي المسلح بأي شكل وأن يكون الحل ليبيا- ليبيا مع استبعاد العمل المسلح أو الحسم العسكري. وأضاف ”الجزائريون أكدو مراراً حتى خلال زيارتنا عندما كنت في رئاسة وفد إلى الجزائر بالمدة الماضية وقابلت عبد القادر مساهل، أن لا مبادرة لديهم للحل في ليبيا، وهم يؤكدون أن لديها من الكفاءات والوطنيين ما يمكنها من تجاوز محنتها، وأن الليبيين هم من يقترح الحل وهم من ينفذه وإنه يجب عليهم أن يجتمعوا جميعاً داخل ليبيا دون أي تدخل خارجي ولا أقليمي حتى يخرجوا ببلادهم من هذا المأزق”. في المقابل وعن زيارة مساهل، قال عضو مجلس النواب الليبي سعيد إمغيب، إنه ”التقى مساهل مع المشير القائد العام للجيش الليبي، والتقى بالمستشار عقيلة صالح، بعدما وصل من تصريحات مسؤول أمريكي بتقسيم ليبيا، والآن تصل الجزائر ويكون لها موقف واضح من الشأن الليبي”. وتابع ”الجزائر وعدت بوجود وفاق بين الليبيين قبل شهر رمضان”. وأكد النائب سعيد إمغيب أن ”الجزائر مهمة جداً، بدأنا نتفائل بوجودها، ونتمنى أن تكون خطوة جادة للوصول لحل الأزمة الليبية”. وعن دور روسيا في الحل قال إمغيب: ”روسيا قبل يومين دعت مجموعات البنيان المرصوص لزيارتها، وتعلم الاستخبارات الروسية أن للجزائر دورا محوريا، وبإمكانها الضغط على بعض المجموعات بالداخل الليبي للحل، وأعتقد أن ذلك تم بعد مطالبات روسية، خاصة أن الجزائر لم يكن لها موقف واضح، رغم أن ما تعاني منه ليبيا عانت منه الجزائر من قبل”.