تنفست عديد العواصم العالمية الصعداء بعد الإعلان عن فوز المرشح إيمانويل ماكرون في الانتخابات الرئاسية بفرنسية، يوم الأحد، ولاسيما عواصم الاتحاد الأوروبي التي حبست أنفاسها مخافة تخلي باريس عن المشروع الأوروبي بعدما تعهدت لوبان بغلق الحدود مع أوروبا والتخلي عن اليورو. وتوالت التهاني على رئيس فرنسا الجديد بعد فوزه، تتقدمها تهاني الرئيس الفرنسي المنتهية ولايته فرنسوا هولاند، والرئيس الأمريكي دونالد ترامب، ورئيس المفوضية الاوروبية جان كلود يونكر، ورئيسة وزراء بريطانيا تيريزا ماي، والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، التي قال المتحدث باسمها شتيفن سايبرت في بيان، إنّ أنجيلا ميركل رحبت بانتخاب ماكرون رئيسا لفرنسا وأجرت معه اتصالا هاتفيا هنأته خلاله ”بحرارة” على فوزه بكرسي الرئاسة ووعدته بالتعاون الوثيق. وقال مصدر مقرب من ماكرون يوم الأحد إن ماكرون تحدث هاتفيا لمدة عشر دقائق مع المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل وأبلغها بأنه سيزور برلين قريبا. وأضاف البيان ”لقد أشادت بالتزامه خلال الحملة الانتخابية لصالح اتحاد أوروبي قوي ومنفتح على العالم”، مؤكدا أن المستشارة تعتبر تصويت الفرنسيين ”دعما واضحا لأوروبا”. ومن جهته، اعتبر وزير الخارجية الألماني زيغمار غابرييل، العضو في الحزب الاشتراكي الديمقراطي، أن فوز المرشح الوسطي على مرشحة اليمين المتطرف يدل على أن ”فرنسا كانت وستبقى في وسط وقلب أوروبا”. ودعا وزير الخارجية الألماني ميركل ووزير مالها فولفغانغ شويبله لمساعدة الرئيس الجديد فعليا عبر التخلي عن سياسة التشدد المالي. وقال غابرييل إن ”انتصار إيمانويل ماكرون ينطوي في ذاته على واجب علينا في ألمانيا لأنه ينبغي لماكرون أن ينجح. إذا فشل فإن السيدة لوبان ستكون رئيسة بعد خمسة أعوام وستزول أوروبا”. ومن جهته، أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين استعداده للعمل المشترك البناء مع الرئيس الفرنسي المنتخب حول القضايا الملحة على صعيد العلاقات الثنائية والإقليمية والدولية. وأفاد المكتب الصحفي للكرملين يوم أمس أنّ الرئيس الروسي أعرب في برقية للرئيس الفرنسي عن ثقته في أن العمل المشترك سيلبي مصالح الشعبين الروسي والفرنسي. وشارك الرئيس الفرنسي المنتخب إيمانويل ماكرون الرئيس المنتهية ولايته فرانسوا هولاند في الاحتفالات المخلدة للذكرى 72 لنهاية الحرب العالمية الثانية، والتي تعد أولى خطوات ماكرون كرئيس دولة. وأعلنت مصادر إعلامية عن شروع الرئيس الفرنسي المنتخب، إيمانويل ماكرون، في تشكيل حكومة جديدة قبل مراسم تنصيبه في وقت لاحق هذا الأسبوع. وترددت تكهنات في وسائل الإعلام الفرنسية بشأن تشكيلة الحكومة الفرنسية الجديدة التي يقودها أصغر قائد فرنسي بعد نابليون، لتولي رئاسة الوزراء. وقال ماكرون إنّ المهمة التي تنتظره شاقة. ولفت الرئيس الفرنسي المنتخب إلى أنه سيستأنف الحملة الانتخابية مع الحركة السياسية الوسطية المستقلة التي أسسها حديثا، (إلى الأمام)، من أجل تحويل نشاط الحركة إلى مقاعد في البرلمان، لتنفيذ برنامجه الداعم لحق العمل وخفض النفقات العامة، وتعزيز المحور الفرنسي الألماني. يذكر أنه عقب الإعلان عن النتائج الأولية للانتخابات، شهدت عدة مدن فرنسية على غرار العاصمة باريس، ونانت، وليون، ورين، وستراسبورغ، مظاهرات مناهضو لفوز ماكرون في الانتخابات، تزعمتها عناصر من اليمين واليسار المتطرفين هتفوا خلالها عبارات ”ليستقل ماكرون” و”أنت لا تمثلنا” و”المقاومة”، ألحقوا خلالها أضرارًا بالمحال التجارية وأغلقوا الشوارع بحاويات القمامة. وفي السياق، اعتبر الزعيم السابق للجبهة الوطنية المتطرفة في فرنسا ومؤسسها، جان ماري لوبان، أن سبب خسارة ابنته في الانتخابات يكمن في موقفها إزاء اليورو وعضوية فرنسا بالاتحاد الأوروبي. ولفت جان ماري أنه كان ينبغي على مارين في حملتها الانتخابية إيلاء مزيد من الاهتمام لمشاكل تراجع النمو الديمغرافي، وتناقص عدد السكان الفرنسيين الأصليين مقابل تزايد الهجرة الجماعية إلى فرنسا. يذكر أن جان ماري سبق له أن وصل إلى الدورة الثانية من الانتخابات الرئاسية الفرنسية التي خسرها أمام المرشح الجمهوري اليميني جاك شيراك العام 2002. وكان المرشح الوسطي الليبرالي الموالي للاتحاد الأوروبي إيمانويل ماكرون (39 عاما)، وهو وزير سابق للاقتصاد، قد فاز في الجولة الثانية من الانتخابات الفرنسية، التي جرت يوم الأحد، بعدما تفوق على منافسته، زعيمة الجبهة الوطنية اليمينية المتطرفة المعارضة للهجرة وللعولمة وللاتحاد الأوروبي مارين لوبان(48 عاما). وأعلنت وزارة الداخلية الفرنسية حصول ماكرون على نسبة 66.06 بالمئة من أصوات الناخبين بعد فرز جميع الأصوات، في حين حصلت مرشحة اليمين المتطرف مارين لوبان على 33.49 بالمئة من الأصوات. ومن المنتظر أن يعلن المجلس الدستوري الفرنسي، النتيجة الرسمية للانتخابات في 10 ماي الجاري، ويتوقع أن يتسلم ماكرون مهام منصبه من الرئيس المنتهية ولايته فرانسوا أولاند بحلول 14 من نفس الشهر.