رفضت قطر الجمعة اتهام دول خليجية ومصر لها بتمويل ودعم وإيواء تنظيمات إرهابية. وقالت الحكومة القطرية إن مزاعم هذا البيان المشترك لا أساس لها، مضيفة أن موقفها من مكافحة الإرهاب أقوى من كثير من الدول الموقعة على البيان المشترك وأن هذه حقيقة أغفلتها معدّوه، و”يعزز المزاعم بوصفها لا أساس لها”. وكانت السعودية ومصر الإماراتوالبحرين أصدرت، مساء الخميس، بيانا مشتركا صنّفت فيه 59 شخصية و12 كيانا مرتبطين بقطر، في قوائم الاٍرهاب. وقال بيان نقلته وكالة الأنباء السعودية: ”تعلن كل من المملكة العربية السعودية، وجمهورية مصر العربية، ودولة الإمارات العربية المتحدة، ومملكة البحرين، أنها في ضوء التزامها بمحاربة الإرهاب وتجفيف مصادر تمويله، ومكافحة الفكر المتطرف وأدوات نشره وترويجه، والعمل المشترك للقضاء عليه وتحصين المجتمعات منه، ونتيجة لاستمرار انتهاك السلطات في الدوحة للالتزامات والاتفاقات الموقعة منها، المتضمنة التعهد بعدم دعم أو إيواء عناصر أو منظمات تهدد أمن الدول، وتجاهلها الاتصالات المتكررة التي دعتها للوفاء بما وقعت عليه في اتفاق الرياض عام 2013، وآليته التنفيذية، والاتفاق التكميلي عام 2014، مما عرّض الأمن الوطني لهذه الدول الأربع للاستهداف بالتخريب ونشر الفوضى من قبل أفراد وتنظيمات إرهابية مقرها في قطر أو مدعومة من قبلها. وتؤكد الدول المعلنة لهذا البيان شكرها للدول الداعمة لها في إجراءاتها في مكافحة الإرهاب والتطرف والعنف، وتعتمد عليها في مواصلة الجهود والتعاون للقضاء على هذه الظاهرة التي طالت العالم، وأضرت بالإنسانية. ومن أبرز المدرجين على تلك القوائم؛ الشيخ يوسف القرضاوي رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، وكذلك مؤسستي ”قطر” و”عيد” الخيريتين، كما تضم شخصيات وكيانات تحمل جنسية كل من قطر والأردن واليمن وليبيا ومصر والبحرينوالكويتوالإمارات والسعودية. ”رابطة العالم الإسلامي” تفصل القرضاوي والغنوشي يقول: إنّ المستفيد الأكبر هم الصهاينة وإثر صدور البيان، أنهت ”رابطة العالم الإسلامي” عضوية الداعية المصري الشيخ يوسف القرضاوي، أحد أبرز رجال الدين المقربين من جماعة الإخوان المسلمين، والمقيم في قطر، في ”مجمع الفقه الإسلامي” في جدة، وذلك على خلفية إدراجه في قائمة ”إرهاب”. وقالت الرابطة في بيان نقلته وكالة الأنباء السعودية أنها تؤيد القائمة التي أصدرتها المملكة العربية السعودية ومصر ودولة الإمارات العربية المتحدةوالبحرين، وهي دول قطعت علاقاتها الدبلوماسية مع قطر، معتبرة أن القائمة تؤكد التزام المملكة السعودية وشقيقاتها بمحاربة الإرهاب ومحاصرة مصادر تمويله ودعمه. يذكر أنّ رابطة العالم الإسلامي منظمة عالمية مقرها مكةالمكرمة وتقوم بالدعوة للإسلام وشرح مبادئه وتعاليمه. أما مجمع الفقه فيضم فقهاء وعلماء ومفكرين من أنحاء العالم الإسلامي لدراسة ”قضايا الحياة المعاصرة” والاجتهاد فيها، بحسب موقع المجمع. وفي السياق، وصف زعيم حركة ”النهضة” التونسية الشيخ راشد الغنوشي، البيان، بأنه ”خطوة جديدة في اتجاه التصعيد، ومزيد من تدهور العلاقات العربية العربية”. وأكد الغنوشي في تصريحات خاصة ل”قدس برس”، أمس الجمعة، أنه ”لا مصلحة لأي طرف من الأطراف العربية في هذا التصعيد في الخلاف القائم بين قطر وعدد من الدول الخليجية والعربية، وأن المستفيد الوحيد من ذلك هم أعداء الأمة، وعلى رأسهم الاحتلال الصهيوني”. وشدّد الغنوشي أن باب الصلح بين الأشقاء ينبغي أن يبقى مفتوحا، وقال: ”هذه جزيرة العرب ستظل موحدة، وعلى دين واحد وبنفس النسيج القبلي، فليس هناك بلاد فيها من روابط القربى مثل هذه البلاد”. وأضاف: ”أنا على قدر كبير من التفاؤل بأن الحكمة والعقل هي التي ستنتصر، ومبادرة أمير دولة الكويت، وهو أحد رموز صوت العقل والدين والحكمة، يمكنها أن تحقق الكثير في هذا المجال”.