حضر التراث السينمائي الوطني بقوة هذا الأسبوع في متحف السينما ”الونشريس” بوهران، من خلال عرض بعض الأفلام التي تم ترميمها ورقمنتها. وأشار المنظمون إلى أن ”الأفلام المعروضة إلى غاية الفاتح من نوفمبر القادم استفادت من عملية ترميم ورقمنة في إطار برنامج دعم حماية وتثمين التراث الثقافي الجزائري”. وأوضحت المؤرخة والناقدة السينمائية، لطيفة لافر، أن ”هذا البرنامج الذي ترعاه وزارة الثقافة جاء في إطار التعاون الجزائري الأوروبي”، مضيفة في ذات السياق أن متحف السينما بوهران هو ثاني منشأة ثقافية تحتضن هذه التظاهرة التي انطلقت الأسبوع الماضي في الجزائر العاصمة وتستمر إلى غاية شهر ديسمبر، وستحط الرحال في مدن أخرى هي سعيدة ومعسكر وقسنطينة وعنابة وبجاية. وتندرج هذه التظاهرة في إطار ”برنامج طويل المدى لترميم الاعمال السينمائية الجزائرية الكبرى بقيادة المركز الوطني للسينما والسمعي البصري”. وسيتمكن عشاق الفن السابع عن طريق هذه التظاهرة من إعادة مشاهدة العديد من روائع التراث السينمائي الجزائري على غرار ”ليلى والآخرون” لسيد علي مزيف (1977) و”بني هندل” للمين مرباح (1977) و ”دورية نحو الشرق” لعمار العسكر (1971) و”منطقة محرمة” لأمين لعلام (1972) و”فجر المعذبين” لأحمد راشدي (1965). ويتضمن البرنامج كذلك أفلاما جزائرية اخرى ذائعة الصيت مثل ”عطلة المفتش الطاهر” لموسى حداد (1973) وفيلم ”القلعة” لمحمد شويخ (1988) و”أبناء الريح” للمخرج براهيم تساقي و”عمر ڤتلاتو” لمرزاق علواش (1976). واستطردت لطيفة لافري المكلفة بتنشيط عروض الأفلام المذكورة، أن النقاشات التي ستلي العرض سترحل بالشباب إلى عصر إنتاج هذه الأعمال التي اتسمت أغلبها بطابعها الثوري والملتزم. وذكرت المتحدثة أن ”هذا الحدث سيسمح كذلك بإبراز أهمية المهن المصاحبة لإخراج وصناعة الأفلام السينمائية، مثل الأرشيف والحفظ والترميم ومنشط سينمائي”.