أعلن مجلس الوزراء الصومالي، مساء الأحد، عن إقالة رئيس الشرطة، عبد الحكيم طاهر ساعد، ومدير جهاز المخابرات، عبد الله محمد علي، على خلفية التفجيرات الدموية التي استهدفت العاصمة مقديشو في الرابع عشر والثامن والعشرين من اكتوبر الجاري، والتي أسفرت عن سقوط مئات القتلى والاصابات. وذكرت وكالة الأنباء الصومالية الرسمية أنّ الاعلان عن قرار التنحية المسؤولين الأمنيين جاء بطلب من وزير الأمن الداخلي في البلاد، محمد أبوكر اسلو، في أعقاب جلسة طارئة، عقدتها الحكومة الصومالية ترأسها نائب رئيس الوزراء الصومالي، مهدي أحمد جوليد، لبحث عدد من القضايا الأمنية، أبرزها الهجوم الإرهابي الذي استهدف السبت فندق ناس هبلود بالعاصمة مقديشو. وإثر تصويت علني على طلب اسلو، وافق مجلس الوزراء على إقالة المسؤولين من منصبيهما. ونقلت الوكالة عن وزير الامن أنه تم ضبط 5 اشخاص على خلفية تورطهم بالهجمات الارهابية التي استهدفت فندق سفاري بالعاصمة مقديشو في الرابع عشر من الشهر الجاري، بالإضافة الى 5 اشخاص آخرين كانوا من منفذي هجوم السبت على فندق ناس هبلود. وأضاف محمد ابوبكر اسلو أن الهجوم الارهابي على فندق ناس هبلود أسفر عن مقتل 27 شخصا، حيث انقذت القوات الامنية عددا كبيرا من المواطنين الذين كانوا في الفندق لحظة وقوع الهجوم. وأعلنت حركة الشباب الإسلامية الصومالية المرتبطة بتنظيم القاعدة المتطرف، مسؤوليتها عن الهجوم الذي سمع دويه في أرجاء مقديشو، على محطة إذاعة تابعة لها. يذكر أنّ ”حركة الشباب” هي حركة إسلامية سياسية قتالية تنشط في الصومال، تتبع فكريًا لتنظيم القاعدة الذي يتزعمه أيمن الظواهري. تسعى لفرض نهجها المتطرّف للشريعة الإسلامية في الصومال، وتنفذ هجمات بين الفينة والأخرى في مقديشو وغيرها، سعيا للإطاحة بالحكومة المدعومة من الغرب وطرد قوات حفظ السلام التابعة للاتحاد الإفريقي من البلاد. وطردت قوات الاتحاد الأفريقي والقوات الصومالية متمردي الحركة من مقديشو في أوت 2011، ثم بدأوا بعد ذلك بخسارة معاقلهم الواحد تلو الآخر، لكنهم لا يزالون يسيطرون على مناطق ريفية مترامية يشنون منها عمليات انتحارية وهجمات، غالبًا ما تستهدف العاصمة وقواعد عسكرية صومالية وأجنبية. وأقامت الحركة في سبيل ذلك محاكم نفذت بموجبها عمليات جلد وإعدام وبتر أطراف في عدة مناطق أغلبها في منطقة كيسمايو الجنوبية والأحياء الخاضعة لسيطرتها في مقديشو، وذلك عبر ”جيش الحسبة الآمر بالمعروف والنهي عن المنكر” الذي استحدثته لهذا الغرض. كما قام تنظيم الشباب بإعدام عدة مئات من المسيحيين الصوماليين (الذين لا يزيد عددهم عن الألف) منذ عام 2005. وتخوض الحكومة الصومالية التي تدعمها الأممالمتحدة حربا ضد متشددين إسلاميين لكن كثيرا من أفراد قوات الأمن التابعة لها يفتقرون للتدريب الجيد فضلا عن ضعف التنسيق بينهم.