واقعة اختطاف الطفلة سلسبيلا بمنطقة المشروحة بسوق أهراس التي حباها الله بمناظرها الطبيعية الخلابة والمعروفة بهدوئها وطيبة سكانها تثير الاستغراب وتبرز أن هذه الظاهرة صارت تتبع من قبل شرائح مختلفة وتعدت ربما حيز المجرمين الذين عادة ما يسلكون هذا المسلك للحصول على فدية ومبالغ مالية والأمثلة كثيرة في هذا المنحى من خلال عمليات الاختطاف التي هزت ولايات عدة من القطر السنة الماضية ومطلع السنة الجارية على وجه التحديد لتطال حتى الأشخاص الذين يحملون مهنا شريفة. واقعة المشروحة تطرح أكثر من علامة استفهام كون بطلتها أستاذة وجدت أصلا للتعليم والتربية وكان يفترض أنها أول من يندد ويحسس بحجم خطورة الظاهرة والمقولة الشهيرة توقع : " قم للمعلم وفيه التبجيل كاد المعلم أن يكون رسولا " لكن يبدو أن أستاذة المشروحة التي تقبع رهن الحبس بأمر صدر عن قاضي التحقيق لدى محكمة سوق أهراس السبت الأخير تخلت عن مئزرها الأبيض ورمت الطباشير وراحت تحيك قصة على أم مسكينة منحتها فلذة كبدها الرضيعة التي لم تف بعد العامين لتمتطي سيارة وتلوذ بالفرار لأسباب تبقى مجهولة ولو أن الفعل في حد ذاته لا يترك مجالا للبحث عن الأسباب فهو فعل إجرامي يعاقب عليه القانون بغض النظر عن دوافع الأستاذة الفاقدة ربما لحنان الأطفال .. مهنة التعليم النبيلة كما يفضل العرف عندنا تسميتها أضحت هي الأخرى ومع الاسف الشديد مرتعا لتصرفات مشينة فصارت فضاءات التعليم من مؤسسات تربوية وغيرها يتواجد فيها المدير أو المقتصد المختلس والمرتشي والأستاذ الشاذ واليوم الأستاذة المختطفة وغدا يعلم الله وهو ما يستدعي من القائمين على شؤون التربية والتعليم والغيورين من الأساتذة والمعلمين الشرفاء التحرك على أكثر من صعيد لإنقاذ الوسط وحمايته من المنحرفين .