تحصي ولاية الشلف - حسب آخر حصيلة رسمية - أكثر من 1700 جمعية محلية، ما بين فنية ثقافية ودينية وعلمية ومهنية ورياضية وجمعيات أحياء، وتشكل الجمعيات التي تتخذ من الفعل الثقافي أو الفني نشاطها الأساسي ما يصل إلى 35 جمعية حسب مصدر من مديرية الثقافة للولاية، لكن هذه الجمعيات لا يكاد يكون لها حضور يذكر إلا في المناسبات، كما تبرز بشكل لافت خلال إعداد الموازنات العامة سواء بالنسبة للولاية، المديريات أو المجالس الشعبية البلدية طمعا في الإعانات المالية المقررة للجمعيات، والتي تقدم لها بعد تقديم تقارير جافة عن نشاطاتها وبرامجها التي لا وجود لها إلا على الورق• استفادت ولاية الشلف في السنوات الأخيرة من عديد الهياكل القاعدية، والمتمثلة في المتحف الجهوي "عبد المجيد مزيان" المدشن منذ ثلاث سنوات والذي يمثل فضاء ثقافيا بأتم معنى الكلمة لما يتوفر عليه من أقسام متنوعة، بالإضافة إلى المكتبة الولائية والتي لا تقل هي الأخرى تجهيزا عن المنشأة الأولى، فضلا عن مسرح الهواء الطلق بمدينة تنس، ومعهد الموسيقى "الهاشمي فروابي" بعاصمة الولاية، دون إغفال المراكز الثقافية الموزعة على بلديات الشلف، تنس، سيدي عكاشة ووادي الفضة، والتي تمثل فضاء بالنسبة للجمعيات الراغبة في الإبداع والإنتاج، ورغم توفير كل هذه الفضاءات فليس ثمة أي فعل أو حراك ثقافي• ويتذرع القائمون على النشاط الثقافي بالولاية، بعقبة تتمثل - حسبهم - في غياب القانون الأساسي الذي يضمن ويسير أعمال هذه المنشآت الثقافية كمسرح الهواء الطلق أو المتحف الجهوي بالولاية والمكتبة الولائية التابعة للمكتبة الوطنية بالعاصمة، الأمر الذي أصبح يرهن معظم المشاريع الثقافية بالولاية• كما أن العدد القليل من مستخدمي هذه الهياكل غير كاف لتسييرها بطريقة احترافية رغم سعي مديرية الثقافة إلى توظيف أعداد كافية من الموظفين المتخصصين والمؤهلين لتأطير تلك الهياكل، وخاصة تلك المستلمة حديثا، حيث لاتزال لحد الساعة تستعين بالموظفين المنتدبين من قبل المديرية الولائية للثقافة، رغم أن بعضها مسير مركزيا• وحسب مصدر من المديرية فإن هذه الأخيرة راسلت مؤخرا السلطات المعنية قصد التكفل الحقيقي بوضعية هذه المنشآت المنجزة بالولاية والتي أصبحت وضعيتها القانونية عاملا معيقا للنشاط الثقافي، حسب المتتبعين للشأن الثقافي المحلي• ولا أدل على هذا الركود الثقافي، من غياب أي نشاط ثقافي خلال السنة الجارية بعدما تم إلغاء الربيع الثقافي منذ سنة وألحق به المهرجان الوطني لعرائس الفرافوز بعاصمة الولاية، والذي تم ترسيمه منذ سنتين ليختفي في هذا الموسم• وحسب مصادرنا، فإن من المحتمل جدا أي يحول هذا المهرجان إلى ولاية مجاورة على أن يستبدل بمهرجان شعبي محلي• وباستثناء مشاركة الولاية في تظاهرة الجزائر عاصمة للثقافة العربية لعام2007 الموسم الماضي التي تجند لها مختلف الفعاليات الثقافية والقائمون على الشأن الثقافي بالولاية، فإن مشاركة الولاية لا تكاد تذكر في أي مناسبة محلية أو وطنية• وإذا كانت هذه الهياكل الثقافية المنجزة مؤخرا وتلك الجاري إنجازها عبر البلديات، تبرز اهتمام الدولة بهذا القطاع من خلال الأموال المرصودة، فإنها بالمقابل تفضح غياب إرادة الفعل الثقافي لدى الجمعيات والقائمين على الشأن الثقافي بالولاية رغم ما تزخر به من مواهب في شتى الفنون والثقافة• ومؤخرا سجلت المديرية عملية إنجاز ما يصل إلى 28 مشروعا ثقافيا بغلاف مالي يفوق ال43 مليار سنتيم موجهة لإنجاز مكتبات بالأوساط الحضرية، شبه الحضرية والريفية وقاعات للمطالعة لفك العزلة عن هذه المناطق، وستدرج العمليات المشار إليها ضمن برامج التنمية البلدية، مع إلزامية تخصيص قطع أراضي لإنجاز هياكل ثقافية في إطار دراسة مخططات شغل الأراضي بالنسبة للبلديات المعنية بمثل هذه المشاريع الثقافية•