من جهة ثانية تحولت غالبية المساحات الخضراء عبر بلديات الولاية إلى منشآت عمرانية تتمثل في مباني أو حمامات أو مصانع في ظل صمت المسؤولين بداية من مصالح البناء بالبلديات والكتاب العامين ورؤساء البلديات والدوائر الذين ظفروا بترقيات بعد ذلك وبعض رؤساء البلديات الذين سيستمرون لعهدة أو عهدات على رأس البلدية، فالبلديات التي نشأت على إِثر التقسيم الإداري ل 1984 تغيب المساحات الخضراء فيها عبر كل أحياء البلديات عدا تلك الحدائق المحتشمة التي توجد أمام مقرات البلديات بمقاييس غير مقبولة في الشكل والتصميم وفي نوعيه الأشجار والورود وقد تطغى عليها أشجار الفواكه. أما البلديات القديمة فحدث ولا حرج فلا أثر لهذا النوع من المساحات ولم يحافظوا حتى على الإرث القديم، وكثيرا ما نشب الخلاف حولها بين أصحاب المصالح والنفوذ والمدافعين القليلين عن الطبيعة، وغالبا ما تدخل بهو المحاكم طمعا فيها لاحتلالها أو إنشاء محلات تجارية أو مصانع وهمية. كما أن العديد من الفضاءات العقارية التي صممت في ماهيتها كحدائق خضراء للأحياء ظلت كما هي عليه أزيد من عهدتين أو أكثر دون أن يكثرت المسؤولون بتحويلها إلى مساحات خضراء تزيد الأحياء جمالا وهواء عليلا ومتنفسا للراحة بعد التعب، لقد أضحى حالها يرثى له جراء الإهمال وعدم عن مراقبة المسؤولين وصمت الجمعيات وممثلي الأحياء عن ذلك. وفي ظل هذه الوضعية عمد بعض المواطنين إلى تحويلها لغرس أشجار الفواكه والخضراوات أو جمع الحصى أو مادة الرمل للمتاجرة فيها أو رمي الأوساخ فيها، والحل في نظر السكان هو تحرك المسؤولين حول الحالة المزرية التي آلت إليها المساحات ا لخضراء ببلديات الولاية وإعادة الاعتبار لها. الحدائق المتواجدة بعاصمة الولاية خضعت لعملية إعادة الاعتبار بتكليف مؤسسات ومقالات بإنشاء حدائق جميلة خضراء مثل حديقة "تفريتي" وحديقة "خصيبية"، وشهدت شوارع المدينة هي الأخرى عملية غرس مكثف لأشجار النخيل وأنواع أخرى وفي وسط المدينة، حيث تعج حركة المرور وتوجد نفورات مائية يحيط بها الاخضرار من كل جهة يلجأ المواطنون إليها للجلوس على قوارعها وقد يتسامرون إلى غاية الصباح بعد حر النهار. كما تم نصب مجموعة من الأسود في شكل دائري على الطريق القادم من الجزائرالعاصمة إلى عاصمة الولاية. إلى جانب هذا بلطت جميع أرصفة الشوارع الرئيسية والثانوية ووضع البساط على كافة الطرق حتى أن أهل الولاية يشهدون على التغيير والتطور الذي وصلت إليه عاصمة الأمير عبد القادر على خلاف ما قبل حيث كانت حديقة "باستور" ملجأ للمدمنين وحديقة خصبة للصوص والحفرالتي تغزوالطرقات هنا وهناك، بيد أن هذا لا يكفي بل لابد أن تعمم العملية على كافة البلديات ال 46 والحرص على الوقوف باستمرار على المنجزات وحمايتها.