خرج سكان دوار بوسعادة، الواقعة على الحدود الفاصلة بين ولايتي سطيفوبجاية بقطع الطريق الوطني رقم 9، حيث قاموا منذ فجر صبيحة أمس وفي حدود الرابعة صباحا بوضع حواجز بمفترق الطرق الواقع بمقاطعة "المرواحة" على الجسر المؤدي إلى مدينة خراطة وكذا بجاية، كما منعت التنقل إلى مدينة سطيف ودرادرة، الأمر الذي خلق شللا كليا في حركة المرور بين مدينتي بجايةوسطيف ومختلف المناطق المجاورة، احتجاجا على الظروف الصعبة التي يعيشونها منذ الاستقلال. المتظاهرون.. "نعاني الحفرة ولم تطل علينا شمس الاستقلال بعد" تعود أسباب هذه الحركة الاحتجاجية، حسب سكان منطقة دوار "بوسعادة" الذين نقلوا انشغالاتهم ل "الفجر" التي تواجدت بالمكان صبيحة أمس، إلى الظروف الاجتماعية الصعبة والحقرة التي يعيشونها منذ الاستقلال، حيث عبروا عن ذلك بعبارة " لم نر الاستقلال بعد .. لا ماء ولا طريق ولا وسائل نقل ولا مستشفى.. نحن أحياء موتى". المنطقة تفتقر إلى أدنى شروط التنمية وحسب سكان المنطقة، التي تبعد على مركز البلدية خراطة، فإنهم يفتقرون إلى أدنى شروط التنمية وكذلك متطلبات الحياة اليومية لهم ولأطفالهم، على غرار المركز الصحي، حيث صرح لنا أدهم أن زوجته تقطع خمسة كيلومترات إلى مقاطعة "مرواحة" من أجل نقل ابنها إلى المركز الصحي لإجراء الحقن، وأما في حال اذا ما قام بكراء سيارة "كلنديستن" وهي الوسيلة الوحيدة المعتمدة للنقل هناك فإنه سيكون مضطرا لدفع 400 دينار، أما في حالة مرض أحدهم فإنه يضطر للتنقل إلى مستشفى خراطة الذي يبعد عنا ب 12 كلم أو إلى بجاية التي تبعد عنهم ب 75 كلم. وقال مواطن آخر: "نشتري قارورة غاز البوتان ب 250 دينار وننقلها إلى منازلنا ب 250 دينار أخرى، أليس هذا ظلما وتهميشا؟. كما أن سكان المنطقة عاشوا محرومين من مياه الحنفية منذ الاستقلال ويعتمدون في قضاء حاجاتهم اليومية من منبع طبيعي قامت سلطات البلدية ببنائه لتحويله إلى خزان لتزويد كل سكان المنطقة التي يزيد عدد سكانها على 1000 نسمة، إلا أنها لم تنه بعد المشروع حتى الآن - أي بعد سنة من انطلاق أشغال المشروع - ليحرم بذلك مواطني المنطقة من استغلال مياه المنبع وكذلك مياه الحنفية التي وعدوا بها. أطفالنا ليسوا معنيين بحافلات النقل المدرسي وحتى حافلات النقل المدرسي التي أقدمت وزارة التضامن الوطني على استحداثها منذ سنوات على مختلف المناطق المعزولة بالوطن، أطفال دوار "بوسعادة" ليسوا معنيين بها، كما جاء على لسان أحد الاولياء من المتظاهرين. وقال: "إن اطفالنا يقطعون كل صبيحة 5 كيلومترات مشيا على الاقدام للوصول إلى "مرواحة" للدراسة، حيث يتوفر دوارهم على مدرسة ابتدائية فحسب، أما تلامذة الطور الثانوي فيضطرون إلى قطع مسافة 12 كلم كل صباح الى مدينة خراطة للدراسة، دون التطرق إلى الصعوبات التي يواجهونها في التنقل، خاصة في فصل الشتاء. رئيس بلدية خراطة .. "ميزانية البلدية تكفي لشراء بعض قطع الحلوى" هذه هي العبارة التي رد بها رئيس المجلس الشعبي البلدي لدائرة خراطة، خير الدين عمران، الذي تنقل إلى مكان المظاهرات صبيحة أمس للتفاوض مع المتظاهرين لفتح الطريق، قائلا:" إن الميزانية المخصصة للبلدية لا تكفي لشراء بعض قطع الحلوى".. وأضاف: "أتنحى في هذه اللحظة عن منصبي كمسؤول وأقول إن الدولة غير عادلة في توزيع الميزانيات على البلديات"، حيث أن الميزانية الممنوحة لبلديته لا تزيد على 3 ملايير سنتيم، مع العلم أنها تضم ثلاث مقاطعات وعدد سكانها يقدر ب37 مليون نسمة. وبشأن الطريق، قال إن البلدية قامت بتجديد البطاقة التقنية له ثلاث مرات بعد أن صادق عليه المجلس الشعبي الولائي، شهر جوان الماضي وذلك بسبب ارتفاع أسعار البترول.