مرة أخرى، تطال أيدي الإرهابيين ولاية بومرداس، في ثاني عملية انتحارية في ظرف أقل من أسبوعين، مستهدفة مدخل المدرسة العليا للدرك الوطني بيسر، حيث كان حوالي 100 شاب من خريجي الجامعات يتأهبون لإجراء مسابقة الالتحاق بصفوف ضباط سلاح الدرك الوطني، مخلفة 43 قتيلا و45 جريحا في حصيلة أولية قدمها وزير الداخلية والجماعات المحلية بعين المكان. استهدف انتحاريان إثنان في حدود الساعة السابعة وعشرين دقيقة من صبيحة أمس مدخل المدرسة العليا للدرك الوطني "عبان رمضان"، الكائنة عن مدخل بلدية يسر، شرق ولاية بومرداس، حيث كان حوالي 100 شاب من خريجي الجامعات والناجحين الجدد في شهادة البكالوريا، يتأهبون للدخول إلى المدرسة لإجراء المسابقة الخاصة بالالتحاق بصفوف ضباط سلاح الدرك الوطني. وحسب الشهود والروايات التي تحصلت عليها "الفجر" من عين المكان فإن السيارة التي كان على متنها الانتحاريان من نوع "تويوتا هيلوكس" قادمة في الاتجاه المؤدي إلى الجزائر العاصمة، لم يبق منها سوى المحرك، توقفت السيارة وتوجه أحدهما صوب الباب أين كان الشباب يتأهبون للدخول إلى المدرسة. وفي لحظتها، فجر الإرهابيان نفسيهما في حدود السابعة وعشرين دقيقة. وحسب التحريات الأولية ووثائق الهوية والديبلومات والشهادات التي كانت لدى المصالح الأمنية، فإن الضحايا أغلبهم شباب من المدنيين باستثناء قتيل واحد وجريح آخر من رجال الدرك الوطني، حسب المعلومات المستقاة من عين المكان. وكانت وثائق الهوية تشير إلى أن المدنيين ينحدرون من ولايات بشار، عين الدفلى، الشلف، سكيكدة، معسكر وسطيف، أغلبهم من مواليد 1988 و1990 .. وحسب الخسائر المادية التي خلفها الانفجار، فإن مفعول المتفجرات كان قويا من خلال الشظايا التي تطايرت على بعد حوالي 100 متر من موقع الحادث الإجرامي، كما انهارت الفيلا الكولونيالية وتضررت أجزاء كبيرة من المحلات التجارية المحاذية للمدرسة العليا للدرك، التي تضررت جزئيا، حيث تطايرت بقايا زجاج مكاتبها وبعض مصالحها. وقد شهدت المصالح الطبية لولاية بومرداس حالة استنفار قصوى، حسب ما رصدناه بمستشفى الثنية الذي استقبل 5 جرحى وقتيل، حول أغلب هؤلاء إلى بومرداس ومصالح العاصمة، حسب ما أدلى به أعوان مصلحة الاستعجالات لذات المستشفى ل "الفجر"، كما أصيب عدد كبير من السكان المجاورين للمدرسة بانهيار وصدمات نفسية أعاد إلى أذهانهم صور زلزال 21 ماي 2003.