وأثبتت المعاينة الميدانية التي قامت بها لجنة التهيئة العمرانية والتجهيز لبعض المفرغات العمومية أن أغلبها عشوائي وفوضوي مما جعلها مرتعا للحيوانات وخطرا حقيقيا على المجاري المائية وعلى صحة السكان ناهيك على الأضرار التي تلحقها بالمناطق الفلاحية أوتلك المهيئة للاستثمار إذا ما رميت بها كما أن بعض البلديات تستعمل وسائل لنقل وجمع النفايات غير مناسبة وبكيفيات تسيء للبيئة بدلا من المحافظة عليها حيث تتساقط النفايات والقاذورات من الشاحنات والجرارات من مكان رفع القمامة إلى المفرغة بسبب عدم احترام سعة الشحنة. وبالموازاة مع ذلك تبدوالمجهودات المبذولة في جمع القمامة المنزلية والتخلص منها غير كافية حيث لا زالت الفضلات متفشية ليلا نهارا في كثير من الأحياء ويعد تواجدها داخل المحيط العمراني أمرا مقلقا لما تلحقه من أضرار جسيمة وقصد معالجة هذه الوضعية ولوبشكل جزئي استفادت الولاية من مشروع تسيير النفايات الصلبة الحضرية والذي يندرج في إطار البرنامج الوطني لدعم الإنعاش الاقتصادي 2001/2004 حيث قسمت العملية إلى أربعة مراحل أولها إعداد المخطط التوجيهي العام لتسيير النفايات الصلبة الحضرية لبلدية فالمة يليه مشروع تهيئة المركز التقني لردم النفايات الصلبة الحضرية من الصنف الثاني ببوقرقار بهيليوبوليس وتجهيزه وأخيرا القضاء على المفارغ العمومية العشوائية خاصة مفرغة جبل حلوف أما بالنسبة للمخطط التوجيهي العام لبلدية فالمة فإن الدراسة قد أعدت من طرف مكتب الدراسات " جنرال أنفرنمو" بعنابة إلا أن هذه الدراسات لم تطبق لأسباب مجهولة رغم المصادقة عليها من قبل المجلسين البلدي والتنفيذي لولاية فالمة. وعن مشروع المركز التقني لردم النفايات الكائن بمنطقة بوقرقار ببلدية هليوبوليس والذي من المنتظر أن يستقبل عند تشغيله نحو130 طن يوميا من النفايات الصلبة لثماني بلديات فإنه عرف تأخرا كبيرا في وتيرة الإنجاز وهذا ما نتج عنه العديد من المشاكل ، حيث لاحظت اللجنة من خلال المعاينة المبدئية التي قامت بها للمركز تراكم كميات كبيرة من النفايات بمحيطه والمناطق المجاورة له مما تسبب في غلق الطريق الولائي رقم 126 وتأثر الأراضي الفلاحية من جراء الانتشار الكثيف للقمامة والأكياس البلاستيكية كما أن التجهيزات التي استفاد منها المركز حسب تأكيدات المسؤولين لم يستقبل منذ مدة طويلة وهذا ما قد يعرضها لتلف نظرا لغياب الصيانة الروتينية وتعرضها للعوامل الطبيعية وعليه فقد أوصت اللجنة بضرورة الإسراع في فتح المركز التقني لردم النفايات الكائن ببوقرقار للقضاء على المفارغ.