جوليا بطرس افتتحت حفلتها بأغنية جديدة عنوانها "لبنان"، و حيت الجمهور قائلة:" مساء الخير سوريا الوطنية، سوريا المقاومة والصامدة..اشتقت لكم بعد سنتين غياب"، كما دعته إلى مشاركتها بغناء أغنياتها القديمة متمنية أن يحب أغانيها الجديدة مثلما أحبتها.. وقد غصت قلعة دمشق التاريخية بأكثر من ستة آلاف شخص حضروا حفلتها الأولى، وستة آلاف آخرين حضروا حفلتها الثانية. وكانت بطاقات الحفلتين قد نفدتا قبل عدة أيام من الحفل نتيجة الإقبال على شرائها، واكتظ مدخل القلعة بالحضور قبل بدء الحفلة بأكثر من ساعتين وسط إجراءات أمنية مشددة، واضطر الكثير من الجمهور لمتابعة الحفلتين وقوفا منتشرين بين أشجار القلعة. وقد أعرب الجمهور عن سروره بحفلتي جوليا لأنها فنانة ملتزمة استطاعت أن تأسره بحضورها الجميل والأغاني الوطنية المميزة والمؤثرة، فصفق لها طويلا و وقف عدة مرات متفاعلا معها، و ردد الكثير من أغنياتها القديمة مثل "أنا مش ألك" و"شي غريب" و"يا قصص".. بينما كان البعض يلوّح بأعلام لبنان و حزب الله. و اختتمت جوليا حفلتيها بأغنية "أحبائي" بعد أن غادرت المسرح، ثم عادت إليه مرة أخرى بعد مطالبة الجمهور لها بمزيد من الغناء، و هذه الأغنية مأخوذة من رسالة للسيد حسن نصر الله وجهها إلى عناصر المقاومة اللبنانية خلال الحرب التي شنتها إسرائيل على لبنان في جويلية 2006. و بدون مصاحبة الموسيقى، و رغم عدم التحضير لها قدمت جوليا مقطعا من أغنيتها الشهيرة "غابت شمس الحق" التي استوحت منها احتفالية دمشق عنوان حفلاتها. هذا الحضور الكثيف رأى فيه زياد بطرس شقيق جوليا و ملحن معظم أغانيها، بأنه يشكل "أكبر دليل على أن معظم الجمهور يؤمن أن جوليا تغني بصدق ويساندها على الاستمرار في خطها الملتزم بقضايا الإنسان والمقاومة"، مشيرا إلى أن العدد الكبير للحضور"له دلالته القوية لأن المسألة لا تتعلق فقط بحشد الجمهور بل بنوعية الحضور خصوصا أن أغلبهم طلاب جامعات ومثقفون وسميعة". وقبل الحفل استقبل الرئيس السوري بشار الأسد المغنية اللبنانية، وأثنى على فنها متمنياً لها النجاح في مسيرتها الفنية، مؤكدا أن الفن الملتزم تجاه قضايا الوطن والأمة يعزز الانتماء الوطني والقومي لدى الشعب العربي. وكانت جوليا قد أحيت آخر حفل لها في سوريا العام 2006 عقب حرب جويلية في كل من دمشق وحلب، عاد ريعهما لأهالي شهداء الحرب، ضمن جولة عربية خيرية شملت كل من لبنان، قطر، دبي، وسوريا.. و كان صوتها قد انتشر في أرجاء الوطن العربي خلال أسبوع واحد فقط بعد أن أطلقت أغنيتها الشهيرة "غابت شمس الحق" عام 1985التي جاءت في ظروف الاحتلال الإسرائيلي للجنوب و رددها ملايين العرب حيث كانت بمثابة نشيد غضب ضد الاحتلال الإسرائيلي الذي قتل الأبرياء، من أطفال ونساء ورجال وشيوخ مدنيين. وللإشارة فان الفنانة جوليا حازت العديد من الأوسمة الوطنية والدولية تكريما لدورها المساند للمقاومة الوطنية اللبنانية، وتاريخها الفني يحفل بالفن الملتزم بالقضايا الوطنية والقومية، ومنها وسام رئيس الجمهورية اللبنانية الأسبق إيميل لحود الذي قلدها وسام الأرز برتبة فارس تكريماً لعملها الإنساني (أحبائي) الذي جمعت من خلاله ثلاثة ملايين دولار قُدمت لعائلات الشهداء الذين سقطوا خلال العدوان الاسرائيلي في 2006. يشار إلى أن الأمانة العامة لاحتفالية دمشق عاصمة الثقافة العربية 2008 على استضافة العديد من الفنانين الكبار والمحبوبين من قبل شريحة الشباب السوري، حيث أحيا الفنان اللبناني زياد الرحباني خمس أمسيات موسيقية في قلعة دمشق، وهي المرة الأولى التي يقدم فيها زياد الرحباني موسيقا له في سورية، فيما كانت آخر زيارة لها في العام1975. وكانت احتفالية دمشق عاصمة الثقافة العربية 2008 قد استضافت عددا من نجوم الغناء المحبوبين في سوريا، و منهم الفنان اللبناني زياد الرحباني الذي أحيا خمس أمسيات موسيقية في قلعة دمشق، وهي المرة الأولى التي يقدم فيها زياد الرحباني موسيقا له في سورية، فيما كانت آخر زيارة لها في العام1975، كما استضافت مسرحية "صح النوم" للسيدة فيروز. وتم تمديد عروض المسرحية ليومين ثم أعلن عن تمديد حفلة إضافية خاصة بالأطفال والشباب، وسيكون الجمهور السوري على موعد مع حفلات الفنان مارسيل خليفة أواخر العام الجاري .