باراك أوباما صنع الحدث السياسي العالمي بالأمس. لقد فاز أول أسود برئاسة الولاياتالمتحدةالأمريكية. لحظات الإعلان عن فوز أوباما كانت تمثل الجانب المضيء في الولاياتالمتحدة وفي تجربتها الإنسانية. لكن مع ذلك لا يمكن القول إن أوباما هو ثورة سياسية في الولاياتالمتحدة، إن أكثر ما يمكن الذهاب إليه هو القول إن أمريكا الأخرى فازت على أمريكا التقليدية. ولكن ينبغي القول أيضا إن أمريكا الأخرى تحالفت مع "الاستابليشمنت" لكي تتمكن من الوصول إلى البيت الأبيض. ينبغي أن ننبه أيضا أن باراك أوباما، وإن كان ليس له جد أسود مدفون في الولاياتالمتحدة إلا أنه نتاج الثقافة الأمريكية. لقد تربى في أحضان جدته وجده من أمه وهما أبيضان وليس في أحضان أبيه الكيني المسلم. في حروف إسم أوباما يمكن أن نجد كلمة مثل أم وأب، وحياة أوباما مقسمة بين أبيه الكيني المسلم وبين أمه التي رعته وأعطته العائلة والثقافة، وهي أمريكية بالكامل ولا تأثير للأب وثقافته ودينه في تنشئة أوباما. أما كلمة وباء فإنها تجعلنا نتساءل: هل يتمكن الرئيس الجديد للولايات المتحدةالأمريكية من تخليص السياسات الأمريكية، خاصة تجاه منطقتنا، مما فيها مما يمكن اعتباره وباء زرعته سياسات جورج بوش وإيديولوجية المحافظين الجدد؟.. وعلى قلة ما يمكن تشكيله من كلمات من حروف اسم أوباما يمكن أن نشكل كلمة ماو، وهي تذكرنا بالزعيم الصيني ماو تسيتونغ وقوله الشهير "لتتفتح ألف زهرة وزهرة في بستان الثورة"، ونحن نقول على هذا الوزن ليكن عهد أوباما تجربة جديدة في حياة إمبراطورية جعلها المحافظون الجدد تفقد الكثير من شرعيتها المعنوية والأخلاقية قبل أي شيء آخر.