الأنظمة العربية، لاسيما التي تقل فيها الديمقراطية أو تنعدم تماما، وما أكثرها، استفادت كثيرا من الوضع الدولي الناجم عن تفجيرات الحادي عشر من سبتمبر في الولاياتالمتحدة وعززت انفرادها بالسلطة وتمكنت من ضرب الكثير من معارضيها والتضييق عليهم. لهذا فإن هذا العمل الأهوج ضد أمريكا كان، في مرحلة أولى، سببا في تقليص مساحات النضال من أجل الحرية في الكثير من المجتمعات، ومنها العربية بالخصوص، وقد أصابها، في مرحلة أخرى بانتكاسة جديدة قد يطول زمنها. الكل يعرف أن المعارضة الأقوى لجل الأنظمة العربية، إن لم نقل كلها، هي المعارضة الإسلامية، فمن الكويت إلى المغرب، وفي كل البلدان العربية التي تسمح بمساحات متفاوتة من التعبير المتنوع، وليس الحر بالضرورة، برز بوضوح أن المعارضة الإسلامية هي الأقوى شعبيا، وهو ما لا يعني بتاتا الأحسن ولا الأنجع. إعادة خلط حروف هذه الكلمة يعطينا كلمات أخرى منها مثلا، تمنى، وفعلا فالأنظمة تتمنى لو استدامة هذا الوضع الناجم عن تلك التفجيرات فهل يحقق أوباما لهذه الأنظمة هذه الأمنية؟ وفعلا فقد تمكنت الأنظمة من إعادة ترتيب أوراق اللعبة السياسية عندها، ونقول لعبة لأنها حتى الآن مجرد لعبة ولغو غير مفيد، وذلك بما يمنع أي تغيير، وخابت جل الأماني في إرغام الأنظمة على فتح مزيد من مساحات الحرية. ولكن هناك صور وفرضيات أخرى، وننطلق في ذلك من كلمة أظن، وقد يتذكر البعض هنا الأغنية الجميلة لنجاة من كلمات نزار، أيظن أني لعبة بيديه، وأظن أن الكثير من المعطيات ستكون، كما كانت لعبة بيديه (من هو؟!). أما كلمة آلام فهي تجعلنا نقول أن كراهية سياسات الأنظمة العربية وكراهية السياسات الغربية لا ترتبط فقط بالتقصير تجاه القضية الفلسطينية التي احتفلنا باليوم العالمي للتضامن معها, كما تحاول الأنظمة الإيحاء بذلك، وإنما تقف وراءها أيضا عوامل أخرى مثل الظلم السياسي الاقتصادي لأنظمة قليلة المصداقية لدى شعوبها وكثيرة الفشل في كل ما طبقته من سياسات في شتى المجالات، فكيف يمكن وضع حد لهذه الآلام، ومن لديه الجواب الصحيح ؟!!