"أوفيشال واير" يتوقع اضمحلال شركات التأمينات الخاصة.. تؤكد مصادر مطلعة على ملف شركة التأمينات الفرنسية والعالمية "أكسا" أن "تجميد" نشاط هذه المؤسسة في الجزائر منذ فتح مكتب لها بالعاصمة ناتج عن تخوف مؤسسات تأمينات جزائرية فتية من ابتلاعها سوق التأمينات بسرعة، وهذا التخوف نقله منتدى رؤساء المؤسسات بقيادة رضا حمياني الى الحكومة والوزير الأول أحمد أويحيى شخصيا، ومنه اتخاذ قرار "تجميد" مراسيم تنفيذية تنتظرها الشركة الفرنسية للانتشار في الجزائر حسب قواعد قانون الاستثمار. وقالت مصادر "الجيريا براس اونلاين" إن تخوف المؤسسات المالية والتأمينية الجزائرية، الخاصة على وجه أدق، موضوعي طالما إنها لا تمتلك الخبرات والتقنيات التأمينية التي تحوزها الشركة الفرنسية العالمية "أكسا"، وتقول ذات المصادر إن هذا التخوف جلب لها "مرافقة حكومية لتفادي اضمحلال هذه الشركات" مع وجود منافسة أجنبية لا ترحم في هذا المجال. وترى الشركات متعددة الجنسية في سوق التأمينات في المغرب العربي سوقا مثيرة للإعجاب بما أنها لم تتأثر بالأزمة المالية العالمية ويبرز تقرير "أوفيشال واير" أن الجزائر والمغرب وتونس وليبيا، بلدان محافظة على رزانة أسواقها التأمينية. يقول تقرير "أوفيشال واير" إن أسواق التأمينات في الجزائر لم تتأثر لا من قريب ولا من بعيد بالأزمة المالية العالمية التي ضربت البورصات والعقارات والبنوك في أمريكا وأوربا واسيا. ويرى التقرير أن البلدان المغاربية الأربع نموذج يُمكّن الصناعات من تطوير نفسها بسرعة إذا ما ارتبط ذلك بسرعة في تحرير الأسواق وتخفيض في الحواجز الجمركية والبنكية والمالية في العادة خصوصا بالنسبة للأجانب. وقال التقرير إن شركات تأمين غربية تحاول بشتى الطرق دخول سوق التأمينات المغاربية من خلال البورصات لمحلية، وترى الشركات متعددة الجنسية أن سوق شمال إفريقيا هي فرص عقلانية بالنسبة للمؤسسات متعددة الجنسية في السنوات الخمس القادمة. ويؤكد التقرير المالي الأمريكي أن مؤشرات سنتي 2008 و2009 تؤكد أن أسواق التأمينات في المغرب العربي أسواق غير مشبعة، ما يثير في المؤسسات الأجنبية إصرار أكبر لوضع قدم فيها على غرار "أكسا" الفرنسية صاحبة التقنيات المتقدمة في الترويج لامتيازاتها والعروض الترقوية، التي لا تضاهيها عروض من قبل المؤسسات المالية المحلية بالنسبة للتأمينات وغيرها. وساهم ارتفاع الأسعار النفطية في الجزائر وليبيا وزيادة رغبة المستثمرين للمخاطرة الاقتصادية في المنطقة في تطوير التامين على الحياة بشكل اخص من بين الخدمات التأمينية المعروضة في الأسواق المغاربية. وتبقى الجزائر وليبيا متأخرتين في التامين على الحياة عكس تونس والمغرب، وهما بلدان مفتوحان على نشاطات عديدة للشركات متعددة الجنسية وهو ما يفسر سبب ارتفاع الإقبال على التأمين على الحياة بهما. ويتوقع التقرير اضمحلال المؤسسات المحلية أو اندماجها قبالة المنافسة الشرسة متى دخلت المجموعات الأجنبية الأسواق المحلية للتامين.