تم مؤخرا تعيين الباحث الجزائري البروفيسور، فيصل جفال،من جامعة "الحاج لخضر" بباتنة عضوا رفيع المستوى في المعهد الدولي لمهندسي الكهرباء والإلكترونيك الذي يوجد مقره بنيويورك بالولايات المتحدةالأمريكية، حسب ما علم أمس الأربعاء من رئاسة جامعة باتنة. وجاء تتويج البروفيسور جفال بعد عقد المؤتمر السنوي للمعهد في 16 فيفري الماضي بغية اختيار المتوجين بهذه الدرجة التي لا تمنح سوى ل 8 بالمائة فقط من أعضاء المعهد البالغ عددهم 400 ألف عضو من مختلف أنحاء العالم. ويشترط في الذين تمنح لهم هذه الدرجة حسب ما أفاد به من جهته البروفيسور فيصل جفال الذي لا يتعدى عمره ال 37 سنة أن تكون لأبحاثهم في مجال الهندسة الكهربائية والإلكترونية آثار فعالة على الاختصاص نفسه وكذا على المستوى العالمي. ويفتخر هذا الباحث المولود في سنة 1976 بباتنة والمتخصص في ميدان الذكاء الاصطناعي وإلكترونيات النانو والطاقات المتجددة بهذا التتويج حيث ذكر ل/وأج أن عدد الحاصلين على هذه الدرجة بالجزائر محدود جدا. ويقول السيد جفال الذي يعد نتاج المدرسة والجامعة الجزائريتين بنسبة 100 بالمائة "تكويني عبر كل المراحل التعليمية كان بالجزائر وبجامعة باتنة وأنجزت كل أبحاثي دون التعاون مع أي مخبر أجنبي إلى غاية حصولي على درجة الأستاذية في 2012". وأصبح بذلك هذا الباحث من بين أصغر الحاصلين على هذه الدرجة العلمية على المستوى الوطني. وتألق البروفيسور فيصل جفال المعروف في الأوساط الجامعية بباتنة وبشرق البلاد بتواضعه الكبير ومثابرته في البحث العلمي في مجال تخصصه محليا وحتى دوليا رغم صغر سنه لينقل هذا التميز إلى طلبته الذين توج أحدهم وهو توفيق بن الذيب سنة 2012 بأحسن رسالة دكتوراه وهو متحصل حاليا على منحة لمواصلة الدراسة ما بعد الدكتوراه بإيطاليا . وبدأت رحلة سلسلة تتويج هذا الباحث الجزائري الموهوب منذ سنة 2007 بحصوله في البداية على جائزة أحسن باحث في مجال علوم الهندسة على المستوى الوطني من طرف الوكالة الوطنية لتطوير البحث العلمي. وبعد إدراج اسمه منذ تلك السنة (أي 2007) إلى غاية اليوم في الموسوعة العالمية "من هو في العالم" أو (هوز هو إن ذو ورلد) تحصل البروفيسور فيصل جفال على جائزة تيواس سنة 2010 التي تمنح سنويا لأحسن ثلاثة باحثين على مستوى الدول النامية من طرف أكاديميات البحث العلمي والأكاديمية الإفريقية للعلوم وكذا أكاديمية العلوم للدول النامية ومؤسسة ميكروسوفت نظير تطويره لنماذج رياضية جديدة تسمح بدراسة الأنظمة الإلكترونية على مستوى النانوميترية . وتوالت بعدها الجوائز على هذا الباحث الجزائري ومنها جائزة أحسن مقالة علمية في المؤتمر الدولي الثامن لعلوم المواد سنة 2010 بتونس وجائزة عبد الحميد شومان للباحثين العرب الشباب سنة 2011 بالأردن وكذا اعتراف موسوعة "هوز هو " في علوم الهندسة في موسم 2011- 2012 . وتحصل البروفيسور فيصل جفال من جهة أخرى على العديد من التحفيزات العلمية ومنها المجلة الدولية للنانو التكنولوجية وهو يشغل حاليا منصب محرر في عدة مجلات دولية مختصة في الذكاء الاصطناعي وإلكترونيات النانو وكذا الطاقات المتجددة. و ذكر أن كل هذه التتويجات تمثل تشجيعا له كباحث وللجامعة الجزائرية التي "استطاعت أن تحقق خطوات مهمة خاصة في العلوم التقنية وبالدرجة الأولى في الجانب النظري الذي يتفوق فيه الباحثون الجزائريون بشهادة ذوي الاختصاص في الخارج". ولم يخف البروفيسور جفال دور المشاريع الوطنية للبحث العلمي والإصلاحات المنتهجة في السنوات الأخيرة في الجامعة الجزائرية في دفع البحث العلمي بالجزائر موضحا أن لها أثر كبير في خلق الوساطة بين الجامعة وقطاع الصناعة بالبلاد. وأضاف المتحدث أن ثمار هذه الإستراتيجية الجديدة ستكون لها آثار إيجابية كبيرة خلال السنوات القليلة المقبلة قائلا "فقط يستوجب التركيز على التأطير الجيد لرسائل الماجستير والدكتوراه من طرف باحثين ذوي نوعية يراعون المثابرة في الدراسة وكذا الإطلاع على ما هو جديد في عالم البحث في أي ميدان". أما مدير جامعة باتنة البروفيسور الطاهر بن عبيد فيرأى في تتويج البروفيسور فيصل جفال بهذه الدرجة مثالا للباحث الجزائري الذي "على الجامعة أن توفر له كل الظروف الملائمة لتفجير طاقاته العملية خدمة للجامعة الجزائرية وللوطن" مؤكدا أن "هناك إمكانية لجعل جامعة الحاج لخضر جديرة باسمها العلمي لما تزخر به من طاقات هامة وفي مجالات مختلفة".