صوت 235 عضوا في الشيوخ الايطالي لصالح منح الثقة للحكومة مجددا مقابل حجبها من جانب 70 عضوا، وتأتي هذه الخطوة كطوق نجاة من سيلفيو برلسكوني زعيم حزب شعب الحرية للرئيس القيادي في الحزب الديمقراطي ورئيس الحكومة الحالية إنريكو ليتا، وذلك إثر تراجع برلسكوني عن الدعوة لحجب الثقة تفاديا لإنقسام مؤكد داخل حزبه. واعتبر ليتا الحكومة اكثر قوة من ذي قبل وقال أمام اعضاء البرلمان امس الأربعاء: " هذا يوم تاريخي للديمقراطية في بلادنا لقد اجتمعنا من اجل ان ننظر الى المستقبل بمزيد من الوضوح" ، من جهته نفى برلسكوني أن تكون دعوته للثقة بعد إعلانه في وقت سابق عن سحب خمسة من وزراء حزبه من الحكومة، ودعوته لإجراء انتخابات مبكرة بأنها تراجع إلى الوراء، في حين أشار محللون الى أن تلك الخطوة جاءت لتجنبه العزلة، وتوحيد صف حزبه بعدما برزت بوادر تصدعه. هذا وينتظر أن تصوت لجنة بمجلس الشيوخ تلتئم يوم غد الجمعة لصالح إسقاط عضوية برلسكوني البرلمانية بعد تثبيت حكم قضائي بإدانته في قضية تهرب ضريبي تختص بإمبراطوريته الإعلامية، وهو ما سيتيح للقضاء والشرطة تنفيذ الحكم القضائي في حقه. ويبدو أن خطوة بيرلسكوني المفاجئة جاءت لتجنّب حدوث انشقاق في حزب "شعب الحرية"، يقوده أمين عام الحزب ونائب رئيس الوزراء انجيلينو ألفانو الذي يرى أن سقوط الحكومة سيؤثر سلباً على جهود البلاد في تخطي الأزمة المالية، غير ان بيرلسكون كان قد صرح أمام مجلس الشيوخ "لقد قررنا، وليس بدون مخاض داخلي، التصويت بالثقة في الحكومة". ازمة سياسية ام لعبة مصالح وكان سيلفيو بيرلوسكوني أثار أزمة في ايطاليا، بعدما أمر وزراء ممثلّين لحزبه بالاستقالة من الحكومة، إثر فشل زعيم يمين الوسط في إجبار الحكومة والبرلمان على تجاهل قرار محكمة النقض الإيطالية القاضي بسجنه أربع سنوات ومنعه من تولي مناصب رسمية. و تعاني الحكومات المتعاقبة في ايطاليا منذ عام 2005 من ازمات سياسية وصفها المتابعون بالمرض المزمن تأتي محبوكة لتحمي اطرافا سياسية او مصالح خفية وهو مادى الى انهيار معظم الحكومات ، وقد احدثت اخر هزة سياسية من تاليف بلسكوني هذه الاسابيع غموضا سياسيا في ايطاليا لا سيما بعد ان استغل برلسكوني الخلاف الدائر حول قضية إرتفاع الضرائب غير المباشرة لإقناع أعضاء حزبه بمقاطعة حكومة ليتا. وأمام هذه المستجدات التي وضعت إيطاليا في دائرة مغلقة، دعا أنجيلينو ألفانو أمين عام حزب شعب الحرية الذي يتزعمة برلوسكوني هذا الثلاثاء كافة حزبه إلى التصويت الأربعاء لصالح منح الثقة لحكومة أنريكو ليتا، وذلك في تحد مباشر لبرلوسكوني، و تناقض مع التعليمات التي أصدرها السبت الماضي بالتصويت ضد حكومة إتحاد اليمين واليسار.