لا تزال قضية توقيف شاب جزائري من أصول فرنسية بقرية تاموقرا ببلدية أقبو في بجاية، تثير الجدل، خصوصا بعد تأكيد التحقيقات الأمنية علاقة هذا الشاب، البالغ من العمر 36 سنة، بمجموعة أباعود، المدبر الرئيس لهجمات 13 نوفمبر في باريس. وقد عثر المحققون على فيديوهات في هاتفه النقال تظهره إلى جانب بعض المتعاطفين مع "مجموعة بلجيكا". وقد دخل الموقوف إلى الجزائر عبر مطار "صومام عبان رمضان" ببجاية قبل نحو شهر قادما من مدينة بروكسل، وهو يحمل جواز سفر فرنسيا، وقد تم الكشف عن أعماله ونشاطه من طرف أحد أقارب عائلته الذي أبلغ مصالح الدرك الوطني عنه، بعد أن شاهد الفيديوهات يظهر فيها الشخص الموقوف رفقة عدد من المنتسبين لتنظيم "داعش"، وظهر في إحدى الفيديوهات أيضا أن المعني التقى بأباعود لكنه لم يتحقق من الأمر. ومباشرة بعد توقيف الشاب بمنزل عائلته في قرية تاموقرا بدائرة أقبو، من طرف فرقة من الدرك الوطني، تم حجز كامل أغراضه بما فيها هاتفه النقال الذي احتوى على أدلة تدينه، وقد خضع الموقوف للتحقيق لعشرة أياما كاملة، واعترف خلالها بلقاءاته مع المنتسبين والمتعاطفين مع مجموعة أباعود ببلجيكا وقد صرح للمحققين أنه دخل إلى الجزائر بعد الحصار الكبير الذي فرضته مصالح الأمن البلجيكية، وفعلا التقى الموقوف بأباعود مرات عديدة. ولاستكمال التحقيق، قامت الجهات القضائية بتبادل إنابات قضائية مع نظيرتها الفرنسية والبلجيكية، للتأكد من معلومات حول هوية هذا الشخص الذي لم يكن مبحوثا عنه من قبل مصالح الأمن في أوروبا ولم يدرج اسمه في قائمة المبحوث عنهم. وأفاد التحقيق أيضا بأن الموقوف كان كثير التردد على حي مولينبيك المعروف بساكنيه من المهاجرين العرب، حيث كان يتردد أيضا صلاح عبد السلام، المشتبه به أيضا في هجمات باريس والذي تمكن من الفرار والذي فجر شقيقه إبراهيم نفسه في الهجمات. وقتل إبراهيم في حانة كومبتوار فولتير، دون أن يقتل أحدا، بينما نفذ ستة مسلحين آخرين هجمات انتحارية دموية في مناطق أخرى. ويعتقد أن تنظيم "الدولة الإسلامية" جندهم جميعا. وأكد الشاب الموقوف أيضا، أنه التقى بمهدي نموش، الجزائري الأصل الذي قتل أربعة أشخاص في متحف يهودي في بروكسل في ماي 2014. وقد تم إيداع الموقوف رهن الحبس المؤقت في سجن وادي غير، ببجاية، الثلاثاء الماضي، في انتظار استكمال التحقيق في القضية، والذي قد يستغرق أسابيع أخرى، خصوصا أن المعني كشف عن شبكة من المغاربة الذين ينشطون في بلجيكا وينتمون إلى مجموعة عبد الحميد أباعود، المغربي الأصل، البلجيكي الجنسية، العقل المدبر لهجمات باريس التي قتل فيها 129 شخصا.