اشتكى الصحفي المحبوس، محمد تامالت، من مضايقات يتعرض لها في سجن الحراش بالعاصمة، حيث يوجد منذ نحو أسبوعين. ونقل عنه شقيقه، أثناء زيارة ل"الخبر"، أنه يتعرض للتشويش والحرمان من النوم داخل المؤسسة العقابية، وكذا منع إدخال لوازم خاصة بالنظافة يصطحبها أفراد عائلته له. وأبرز قريبه أن تامالت لا يزال مصرا على استكمال إضرابه عن الطعام، على الرغم من تأثير ذلك على وضعه الصحي. ولم يتسن الاتصال بالمؤسسة العقابية للحراش لأخذ رأيها حول ما يذكره تامالت. وينتظر أن يعرض الصحفي على محكمة سيدي امحمد بالعاصمة، يوم غد الثلاثاء، للفصل في قضيته بعد تأجيلها الأسبوع الماضي إثر انسحاب محاميه احتجاجا على استمرار حبسه المؤقت، رغم أنه متابع بتهمتين لا تنصان على عقوبة السجن. وتجري محاكمة تامالت بتهمة الإساءة إلى رئيس الجمهورية، وإهانته بعبارات السب والقذف وإهانة هيئة نظامية خلال تأدية مهامها، وذلك استنادا إلى المادتين 144 مكرر و146 من قانون العقوبات، وكلتاهما تنص على غرامة تتراوح بين 100 ألف و500 ألف دينار. وكان تامالت الذي يحوز الجنسية البريطانية أيضا، قد نشر على موقع إخباري يمتلكه وصفحته على فيسبوك، قصيدة تضمنت كلاما اعتبر مسيئا للرئيس بوتفليقة. وطالبت منظمة العفو الدولية، فرع الجزائر، في بيان أمس، بالإفراج عن الصحفي "المسجون تعسفا بسبب الإساءة إلى الرئيس ومسؤولين كبار، في فايسبوك". وأوضحت المنظمة بأن المحكمة وضعته في الحبس المؤقت بسجن الحراش بالعاصمة، بالرغم من أن الأفعال التي بنيت عليها التهمة لا تتضمن عقوبة سالبة للحرية. وذكر البيان أن الدستور المعدّل بداية العام، يمنع الحبس التعسفي ويحرص على تفاديه إلا في حدود استثنائية، غير أنه لا يقدم ضمانات بخصوص إجراءات الطعن في شرعية الحبس المؤقت، أمام المحاكم.