شكل موضوع الأسباب الكامنة وراء الانتفاضات العربية وكيفية تجنب التدخلات الاجنبية في الشأن الداخلي العربي أهم محاور الملتقى الدولي السابع (العالم العربي في غليان انتفاضة ام ثورات). واثار المشاركون في اشغال هذه الندوة العديد من الاطروحات قدمها باحثون و اساتذة و علماء اجتماع جاؤوا من دول عربية و اجنبية غصت بهم امس المكتبة الوطنية للحامة . و في هذا الاطار قدم فيصل الشريف المحلل العسكري و المؤرخ التونسي مقاربة دارت حول اشكالية كيفية الاستجابة للحراك الذي تشهده بعض الدول العربية بطرق سلمية و بدون اراقة دماء. كما كانت الحالة المصرية موضوعا لعديد المقاربات اهمها تلك التي تقدم بها الباحث المصري عمر الشوبكي الذي قدم تشخيصا للواقع المصري قبل و اثناء و بعد التغيير واكد ان الاساس هو ضرورة الاستجابة لمطالب و انشغالات الفئات الشعبية الواسعة . اما الباحث اللبناني فوزي الطرابلسي فقد تركزت مداخلته على جانب الاسباب الكامنة وراء ما سماه بالتغيير حاصرا اياها في ظاهرة الفساد و قضايا اخرى مرتبطة بها .في حين قدم وزير الخارجية الجزائري الاسبق الاخضر الابراهيمي تشخيصا للواقع العربي في ضوء التحولات مشيرا الى ضرورة ان تكون الاصلاحات الشاملة ذات خصوصية . وكانت وزيرة الثقافة خليدة تومي أعربت عن أملها في أن يعود "ربيع الشعوب" بالمنفعة على الشعوب نفسها و ليس على "مجموعة من الإنتهازيين". و في كلمتها الافتتاحية للملتقى حول موضوع "العالم العربي في غليان: انتفاضات ام ثورات" قالت: "آمل بكل قوة أن يكون ربيع الشعوب حقيقة ربيعا للشعوب و ليس لمجموعة من الإنتهازيين الذين لا يبحثون سوى على ملء وصل طلبيات لإعادة بناء ما حطتمه جيوشهم". كما أعربت عن أملها في أن "يعود هذا الربيع بالمنفعة على الشعوب و ليس على فئات محلية مستعدة لكل التنازلات قصد الظفر بفرصة أن تصبح خليفة الخليفة". و اعتبرت السيدة تومي في هذا الشأن أنه من بالغ الأهمية في الوقت الراهن توخي "الحذر". و أردفت تقول "يجب توخي الحذر على الجبهة الداخلية لعدم تكرار التجارب المدمرة التي عرفناها. كما يجب توخي الحذر على الصعيد الخارجي و أخذ بجدية المؤامرات المهددة بغزوات جديدة". و اعتبرت السيدة تومي أن ما يجري في العالم العربي إن كان يعد بالكثير فهو ينذر أيضا بمساوئ تحمل البعض -متمنية أن لا يكون كذلك- على اعتقاد أن "عهد سياسة السلاح لم يول نهائيا". ولاحظت السيدة تومي أن "العنصر الديني او العرقي لم يكن هذه المرة حاسما" مشيرة في هذا الصدد الى أهمية "التحلي بالبصيرة والمهارة في تشخيص كل حالة لضمان افضل انسجام للمسيرة العامة". و لدى تطرقها الى فلسطين التي وصفتها ب "القضية العربية المركزية"، تساءلت السيدة تومي حول مكانة هذا البلد في الربيع العربي. و في تدخلها حول الملتقى الذي يجري في الجزائر اشارت الى ان الأمر يتعلق بلقاء "اكاديمي حر وخال من القيود السياسية" معربة عن قناعتها بأن المستوى الثقافي العالي للمتدخلين يشكل ضمانا لنوعية النقاشات والتحاليل.