حقق فريق"تشلسي الإنكليزي"انتصار ثمينا على حامل اللقب برشلونة الاسباني من نصف نهائي دوري أبطال أوروبا لكرة القدم بتعادله معه (2-2) مساء امس الثلاثاء في لقاء الإياب الذي جرى على ملعب "كامب نو" في إسبانيا . و سجّل البرازيلي راميريش (د46) والإسباني فرناندو توريس (د91) هدفي تشلسي، وسيرجيو بوسكيتس (د35) وأندريس انييستا (د43) هدفي برشلونة. و تأهل تشلسي الذي خاض المباراة بعشرة لاعبين منذ الدقيقة 36 اثر طرد جون تييري إلى المباراة النهائية للمرة الثانية في تاريخه بفوزه بمجموع المباراتين (3-2) بعد أن كان فاز ذهاباً على ملعبه "ستامفورد بريدج" بهدف نظيف سجله الإيفواري ديديه دروغبا. و سيواجه تشلسي في النهائي الذي سيقام على ملعب "أليانز أرينا" في ميونيخ في 19 الشهر المقبل الفائز من مباراة ريال مدريد وبايرن ميونيخ التي ستقام غداً علماً أن لقاء الذهاب كان انتهى لمصلحة الفريق الألماني بنتيجة (2-1). و عمّق الخروج من دوري الأبطال، جراح برشلونة الذي كان خسر السبت الفائت على ملعبه أيضاً أمام ريال مدريد (1-2) في ال"كلاسيكو" وأصبح الفارق الذي يفصله عن غريمه التاريخي 7 نقاط وباتت مهمته بالتالي صعبة جداً في الحفاظ على لقبه للموسم الرابع على التوالي. و انتهى حلم الفريق الكتالوني في أن يصبح أول فريق يحافظ على لقبه منذ ميلان الإيطالي عامي 1989 و1990، وذلك بعد أن أصبح أول فريق يتأهل إلى نصف النهائي خمس مرات متتالية منذ اعتماد النظام الجديد للمسابقة في موسم 1992-1993، بعد أن اصطدم بطموح تشلسي الذي نجح في تحقيق ثأره من النادي الكتالوني الذي كان أطاح به من نصف نهائي موسم 2008-2009. أمام زهاء 100 ألف متفرج قدموا لمؤازرته، عزف برشلونة ألحانه المعهودة .. نقلات سريعة ودقيقة للكرة وانتشار سريع ومنظم وتطويق لمرمى تشلسي أثمر في الدقيقة الثالثة عن فرصة خطرة عندما عكس التشيلي أليكسيس سانشيز الكرة أمام منطقة الجزاء إلى الظاهرة الأرجنتيني ليونيل ميسي على يمينه فتقدم الأخير بمضايقة المدافعين وسدد، لكن الكرة لامست الشباك الخارجية للحارس التشيكي بيتر تشيك. و أحكم الكتالونيون سيطرتهم على المستطيل الأخضر في حين تراجع لاعبو تشلسي تحت وطأة الضغط المستمر وكاد ليو ميسي في الدقيقة 19 أن يحرز الهدف الأول لولا تألق تشيك في إبعاد الكرة التي سددها الأرجنتيني على مقربة منه بعد لعبة مشتركة مع فابريغاس وسانشيز داخل منطقة الجزاء. و حاول ماسكيرانو مخادعة تشيك بتسديدة بعيدة المدى من حوالي 30 متراً لكن الكرة انحرفت وعلت العارضة متابعة سيرها إلى المدرجات، في حين أبصرت أولى محاولات تشلسي الهجومية النور في الدقيقة 25 إثر مجهود فردي من ديدييه دروغبا الذي توغل على الجانب الأيسر ونجح في فك "شيفرة" دفاع برشلونة وسدّد الكرة من زاوية صعبة وجدت أمامها الشباك الخارجية للحارس فيكتور فالديس. وأثلج سيرجيو بوسكيتس صدور مشجعي "البلاوغرانا" عندما افتتح التسجيل في الدقيقة 35، محولاً المستديرة إلى الشباك وهو في مواجهة المرمى بعد أن استغل تمريرة عرضية جميلة جاءت من إزاك كوينكا من الناحية اليسرى. و في الدقائق العشر الأخيرة تلقى تشلسي ضربتين موجعتين، الأولى بطرد قائده جون تيري الذي ركل سانشيز في الدقيقة 36 والثانية عندما أضاف أندريس إنييستا الهدف الثاني في الدقيقة 43 إثر تمريرة ذكية من ميسي. و مع تقدم برشلونة بهدفين وأفضليته على تشلسي الذي لعب بعشرة لاعبين، جاءت الرياح بما لا تشتهي سفن المدرب غوارديولا إذ نجح تشلسي في إحراز هدف قاتل في الدقيقة 46 عندما مرر فرانك لامبارد الكرة إلى البرازيلي راميريش الذي تقدم وأرسلها ببرودة أعصاب مخادعة من فوق فالديس لتستقر في الشباك مانحة تشلسي الأفضلية وبطاقة العبور المؤقتة إلى النهائي. سيناريو الشوط الأول المثير والمتقلّب فرض شوطاً ثانياً ساخناً وعصيباً على برشلونة الذي بات بحاجة هدف لكي يعبر إلى النهائي، فتوالت الهجمات على مرمى الحارس تشيك منذ الثواني الأولى، ونجح رجال غوارديولا في الحصول على ركلة جزاء في الدقيقة 48 عندما أعاق دروغبا سيسك فابريغاس داخل منطقة الجزاء، فانبرى لها كما تجري العادة ميسي، لكن قدرة النجم الأرجنتيني الفائقة أمام الشباك وقفت أمامها العارضة سداً منيعاً لتبقى النتيجة كما انتهت إليه في الشوط الأول. لم ييأس الكتالونيون وواصلوا زحفهم وهددوا المرمى الإنكليزي في الدقيقة 54 عندما عكس ألفيش الكرة إلى سانشيز الذي صوبها برأسه، لكنها مرت بجانب القائم الأيسر، قبل أن يرد دروغبا بطريقة استعراضية بتسديده الكرة من حوالي 50 متراً على مرمى فالديس الذي نجح في السيطرة عليها. و عاكس سوء الطالع رجال غوارديولا، فبعد هدف للبديل تيلو ألغاه الحكم بداعي التسلل في الدقيقة 82، تصدى القائم الأيسر للحارس تشيك لتسديدة صاروخية جاءت من قدم ميسي. و لم تحمل الدقائق الأخيرة أي جديد لواقع المباراة.. سيطرة مطلقة وحصار مستمر لبرشلونة وفرص لم يكتب لها النجاح حتى جاء ما لم يكن في الحسبان عندما تمكن الإسباني فرناندو توريس الذي دخل مكان دروغبا في الدقائق الأخيرة من الانفراد وحيداً منذ منتصف الملعب وتخطى فالديس ببراعة قبل أن يرسل الكرة إلى الشباك، موجهاً الضربة القاضية لميسي ورفاقه.