محمد عيسى: التطويب يندرج ضمن المصالحة الوطنية احتضنت الكنيسة الكاثوليكية بوهران، أمس، مراسم تطويب الرهبان الكاثوليكيين ال19 الذين اغتيلوا في الجزائر خلال العشرية السوداء. وجرت مراسم التطويب بحضور مبعوث البابا فرونسوا، الكاردينال جيوفاني انجيلو بيتشو، عميد مجمع دعاوى القديسين، ووزير الشؤون الدينية والأوقاف، محمد عيسى. والرهبان والراهبات الذين تم تطويبهم والمعروفون باسم شهداء الجزائر ال19 ، هم 15 فرنسياً وإسبانيتان وبلجيكي ومالطية، ويتوزّعون على ثماني رهبانيّات كاثوليكية مختلفة وقد قتلوا بين العامين 1994 و1996. وفي مقدّمة هؤلاء، أسقف وهران المطران، بيار كلافري، وقد قتل في أوت 1996 بانفجار قنبلة. كما تم تطويب رهبان دير تبحيرين السبعة الذين خطفوا ليلة ال26-27 مارس 1996، وإلى هؤلاء، يضاف أربعة رهبان من جمعية الآباء البيض قتلوا في نهاية 1994 في هجوم ارهابي استهدف ديرهم في تيزي وزو، ويضاف إليهم كذلك راهب من الإخوة الماريست، وراهبة من راهبات الصعود وراهبتان إسبانيتان مرسلتان واثنتان من راهبات سيدة الرسل وراهبة من رهبنة القلب الأقدس، وقد قتل هؤلاء جميعاً بالرصاص في عامي 1994 و1995. وقبل ذلك، زار مبعوث البابا فرونسوا، الكاردينال جيوفاني انجيلو بيتشيو، عميد مجمع دعاوى القديسين، أمس، رفقة وزير الشؤون الدينية والأوقاف، محمد عيسى، المسجد القطب عبد الحميد بن باديس بوهران. وقد زار مبعوث البابا مختلف أقسام هذا الصرح الديني، وتابع باهتمام قراءة للقرآن الكريم من قبل طلبة المدرسة القرآنية بهذا المسجد. وقدم إمام المسجد الشيخ محمد بن جابر لمبعوث البابا عرضا حول مختلف نشاطات هذا الصرح الديني، الذي يعتبر قطبا للإشعاع الديني والثقافي. كما تحدث الكاردينال جيوفاني انجيلو بيتشيو مع العديد من الأشخاص الذين كانوا متواجدين بعين المكان، من بينهم ابنة إمام اغتيل خلال العشرية السوداء. وبهذه المناسبة، عبر مبعوث البابا عن شكره للدولة الجزائرية وعلى رأسها رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة على التعاون في تنظيم مراسيم تطويب 19 شخصية دينية مسيحية أغتيلت خلال العشرية السوداء. إنها لحظة قوية في تاريخ أخوتنا وصداقتنا ، كما أكد مبعوث البابا. بدوره، صرح وزير الشؤون الدينية والأوقاف، محمد عيسى، بوهران، أن تطويب الرهبان ال19 المتوفين بالجزائر يندرج في إطار المصالحة الوطنية، مؤكدا بأن هذا الحدث لم يأت لإعادة فتح الجروح، بل هو فرصة للنظر إلى المستقبل وطي صفحة الماضي دون تمزيقها. كما اكد عيسى على أهمية هذا الحدث الأول الذي يتم تنظيمه خارج الفاتيكان، وان الدستور الجزائري يكفل حرية ممارسة الشعائر الدينية لغير المسلمين وهذا في اطار قوانين الجمهورية. فرنسا ممتنة للجزائر وأكدت وزارة الشؤون الخارجية الفرنسية، أن فرنسا ممتنة للجزائر على احتضانها مراسم تطويب الرهبان ال19 للكنسية الكاثوليكية بالجزائر، ضحايا الإرهاب. وصرحت الناطقة باسم وزارة أوروبا والشؤون الخارجية، أنييس فون دير موهل، اول أمس، أن فرنسا ممتنة للجزائر على احتضانها مراسم التطويب التي ستشكل فرصة لتبليغ رسالة السلام والأخوة والتسامح المستلهمة من التزام وتضحيات هؤلاء الرجال والنساء. في هذا الصدد، أوضحت ذات المسؤولة أن فرنسا تشيد بالأمة الجزائرية التي سلكت طريق السلم والمصالحة الوطنية، مؤكدة أنه لهذا السبب يشارك كاتب الدولة لدى وزارة الشؤون الخارجية، جون-باتيست لوموين، أيضا بالجامع الكبير ابن باديس في الترحم على أرواح الأئمة الجزائريين ال114 الذين اغتالتهم الجماعات الارهابية خلال العشرية السوداء. ويذكر أنه ضمن الرهبان ال19، فان خمسة عشرة منهم من اصول فرنسية تم اغتيالهم جميعا من طرف الجماعات الإرهابية ما بين 1994 و1996 ومن بينهم رهبان تيبحيرين (المدية) ال7 الذين اغتالتهم الجماعة الاسلامية المسلحة.