الحكومة السودانية: مندسون أفسدوا التظاهرات السلمية فيما أعلن عن ارتفاع عدد القتلى في الاحتجاجات بمناطق بالسودان إلى 8، أكدت الحكومة أن قوات الشرطة تعاملت مع المتظاهرين بطريقة حضارية ولم تكبحها أو تعترضها. واتهم بيان للمتحدث باسم الحكومة السودانية، بشارة جمعة، مندسين بالتسبب في انحراف التظاهرات السلمية عن مسارها، وتحولها إلى نشاط تخريبي استهدف المؤسسات والممتلكات العامة والخاصة بالحرق والتدمير ومهاجمة وحرق بعض مقار الشرطة. وأقر جمعة بوجود أزمة معلومة في البلاد، مشددا على أن قوات الشرطة والأمن تعاملت مع المظاهرات التي شهدتها البلاد بصورة حضارية دون كبحها أو اعتراضها، بحكم أن المواطنين يمارسون حقاً دستورياً مكفولاً لهم وبحكم أن الأزمة معلومة للحكومة وتعكف على معالجتها. ورأت الحكومة السودانية في بيانها، أن بعض الجهات السياسية حاولت استغلال هذه الأوضاع لزعزعة الأمن والاستقرار تحقيقاً لأجندتهم السياسية، وهو الأمر الذي وضح جلياً في بياناتهم المنشورة. وحذّر البيان، بأن الحكومة لن تتسامح مع ممارسات التخريب ولن تتهاون في حسم أي فوضي أو انتهاك للقانون، لافتا إلى أن التخريب والاعتداء على الممتلكات وإثارة الذعر والفوضى العامة أمر مرفوض ومستهجن ومخالف لصريح القانون. وأفاد جمعة، بأن الحكومة تبذل ولا تزال جهوداً مقدرة لتوفير السلع والخدمات الأساسية الضرورية، على الرغم من الظروف التي عزاها إلى تراكمات الحصار الاقتصادي وآثاره على الاقتصاد السوداني ووفرة بعض السلع والخدمات الأساسية. واختتم البيان بالدعاء بالرحمة والمغفرة للضحايا، وبتوجيه صادق العزاء لذويهم، وتمني الشفاء العاجل للجرحى، و أن يحفظ الله بلادنا ومجتمعنا من الفوضى والدسائس والفتن . إلى ذلك، أفادت وكالة أنباء رويترز ، بأن مسؤولين أبلغا محطة تلفزيونية محلية أن 8 أشخاص قتلوا في احتجاجات بمدينة القضارف السودانية وولاية نهر النيل. وصرّح معتمد القضارف لمحطة سودانية 24 التلفزيونية الخاصة، بأن 6 أشخاص قتلوا في هذه المنطقة، فيما أبلغ متحدث باسم ولاية نهر النيل نفس المحطة التلفزيونية بأن شخصين قتلا في الولاية، ما يرفع حصيلة القتلى إلى 8. إعلان حالة الطوارئ وأعلنت السلطات السودانية، مساء الأربعاء، فرض حالة الطوارئ في مدينة عطبرة (شمال) عقب مظاهرات منددة بالأوضاع الاقتصادية. واندلعت في مدن سودانية متفرقة، الأربعاء الماضي، احتجاجات عارمة تندد بالغلاء وتدعو لرحيل النظام الحاكم في أعقاب استفحال الأزمة الاقتصادية، واشتدت المظاهرات في عطبرة وبورتسودان التي وصلها الرئيس عمر البشير لحضور مران عسكري جوي. وأفاد موقع سودان تريبيون ، بأن مواطني عطبرة بولاية نهر النيل شمال السودان ثاروا بعد تردي الوضع المعيشية ووصول سعر الخبز لثلاثة جنيهات. وقال الموقع السوداني، نقلا عن شاهد عيان، إن قوات الشرطة والجيش اكتفت بتأمين بعض المرافق بينها الميناء البري ولم تتدخل لفض المحتجين أو اعتقالهم باستثناء إلقاء بعض القنابل المسيلة للدموع. وطبقا للتفاصيل التي نشرها سودان تريبيون ، فإن المحتجين حطموا مقر حزب المؤتمر الوطني وأحرقوه، وكانوا في طريقهم لمبان محلية لكن الشرطة حالت دون وصولهم. وفي تطور لاحق، أفادت أنباء بأن المتظاهرين تمكنوا من الوصول الى مبنى المحلية وأضرموا فيه النيران، بينما انسحبت قوات الشرطة التي كانت تتولى حراسته. ومع ازدياد حدة الاحتجاجات قررت لجنة الأمن في الولاية فرض حظر التجوال في عطبرة اعتبارا من السادسة مساء وحتى السادسة صباحا، كما تقرر تعليق الدراسة إلى أجل غير مسمى. وكذلك شهدت مدينتا بورتسودان عاصمة ولاية البحر الأحمر، والنهود في ولاية شمال كردفان، غضبا شعبيا مماثلا.