صرح الأمين العام للمحافظة السامية للأمازيغية، سي الهاشمي عصاد، اول امس بأدرار، أن الترجمة إلى اللغة الأمازيغية تعد أولوية في المرحلة الراهنة. ولدى إشرافه على انطلاق ورشات الترجمة إلى اللغة الأمازيغية بجامعة أدرار، أوضح الأمين العام للمحافظة السامية للأمازيغية، أن هذا اللقاء يعد فرصة سانحة لانتقاء أحسن الأعمال في مجال الترجمة إلى اللغة الأمازيغية لتعزيز رصيد المكتبة الوطنية الأمازيغية. كما تساهم هذه الفعالية الفكرية، يضيف عصاد، في تقاسم المعارف والخبرات وتقييم حصيلة ما توصلت إليه الجهود المبذولة في مجال ترقية اللغة الأمازيغية. وذكر أن هذا اللقاء يندرج في إطار التوجه الجديد الذي تلتزم المحافظة بتجسيده منذ سنة 2014، تماشيا مع توجهات السلطات العليا للبلاد ضمن مخطط عمل الحكومة التي شملت ثلاث محاور رئيسية تجلت في تعميم استعمال اللغة الأمازيغية في المنظومة الوطنية وترسيم رأس السنة الأمازيغية (يناير) يوم عطلة وطنية مدفوعة الأجر، إلى جانب إعداد القانون المتعلق بإنشاء الأكاديمية الجزائرية للغة الأمازيغية. ولدى تأكيده أن هذه المحاور تشكل خارطة طريق واضحة المعالم، أعرب الأمين العام للمحافظة السامية للأمازيغية عن افتخاره العميق بالجو الإيجابي الذي وضع الأمازيغية على السكة الصحيحة، وأيضا مقوماتنا الوطنية في مأمن من المزايدات السياسوية، وهو ما يساعد المحافظة على العمل في هدوء بعيدا عن أي حساسيات. وأشار بالمناسبة أن مسعى المحافظة السامية للأمازيغية يتمثل في إرساء منهجية ترتكز على العمل البراغماتي التشاوري والتنسيقي مع مختلف القطاعات. وأضاف عصاد، خلال هذا اللقاء الذي جرى بحضور المفوضة الوطنية لحماية وترقية الطفولة، مريم شرفي، أن حضور المفوضة لهذه الورشات له أكثر من دلالة على ضرورة العمل المشترك مع الجميع، معتبرا أن نجاح الشراكة بين المحافظة والمفوضية كان مبني على استراتيجيات وأولويات مضبوطة بدأت بترجمة الوثائق المرجعية المتعلقة بحقوق الطفل. وتطمح المحافظة السامية للأمازيغية أيضا إلى مرافقة الجمعيات الناشطة من أجل ترقية الطفولة بإعداد برامج ثقافية إبداعية بمختلف المتغيرات اللغوية الأمازيغية، يضيف ذات المسؤول. ودعا سي الهاشمي عصاد إلى إعداد مخطط محلي لإدراج اللغة الأمازيغية في مختلف الفضاءات كالمدرسة والإذاعة المحلية والجامعة، مقترحا تجسيد إتفاقية شراكة مع جامعة أدرار لإدراج تخصص في قسم التاريخ لاستغلال تلك الوثائق والمخطوطات ذات الصلة بالبعد الأمازيغي. وسيتم ضمن أشغال هذه الورشات الخمس، التي تتواصل على مدار أربعة أيام ويشارك فيها نخبة من مترجمين وجامعيين وأساتذة تدريس اللغة الأمازيغية ونقاد ومختصين في اللغة والثقافة الأمازيغية، التطرق إلى جملة من المحاور ذات صلة بمقاربات حول تعميم استعمال اللغة الأمازيغية وترجمة إصدارات الأدب الجزائري من العربية والفرنسية إلى الأمازيغية، وترجمة النصوص التأسيسية للمجلس الوطني لحقوق الإنسان وترجمة محتوى المواقع الإلكترونية لبعض الوزارات، حسب منظمين اللقاء.