يحتضن قصر رياس البحر (حصن 23)، بدءا من اول امس، فعاليات الطبعة الثانية من أسبوع التراث والمنتوجات التقليدية الأمازيغية، وذلك احتفالا بالسنة الامازيغية الجديدة 2969. ويضم برنامج هذا الأسبوع، الذي نظمته مديرية الثقافة لولاية الجزائر بالتنسيق مع قصر رياس البحر (حصن 23)، معارض خاصة بالمنتوجات التقليدية الامازيغية من اوان فخارية وحلي فضية وأنسجة وطرز وأزياء تقليدية ومصنوعات من الجلد الطبيعي المستلهمة أشكالها ورسوماتها من التراث الامازيغي. كما يتناول أنشطة ثقافية من محاضرات وقراءات شعرية ومسابقات فكرية، فضلا عن مسابقة في الطبخ بين الأطباق التقليدية الخاصة باحتفالات يناير عبر العصور. تعرف هذه التظاهرة الثقافية مشاركة أزيد من 20 عارضا وعارضة من مختلف المناطق، من بينها الجزائر العاصمة وتيزي وزو وتڤرت وبجاية، والذين حرصوا على تقديم منتوجات تتطابق مع هذه المناسبة. وجرى حفل الانطلاق الذي حضره وزير الثقافة، عز الدين ميهوبي، ووالي ولاية الجزائر، عبد القادر زوخ، وممثلون عن مديرية الثقافة لولاية الجزائر، في أجواء احتفالية ميزتها انغام فرقة ايذبالن التي أتحفت الحضور بمعزوفات فولكلورية من التراث الغنائي القبائلي. وقد ابرز وزير الثقافة، في كلمة بالمناسبة، أهمية مثل هذه التظاهرات الثقافية التي تقام احتفالا ب يناير ، معتبرا أنها فرصة للجمهور للتواصل مع تراثه وتاريخه والاعتزاز بهويته بكل أبعادها العربية والامازيغية والإنسانية. واعتبر الأستاذ الجامعي والباحث في التاريخ، محمد أرزقي فراد، أن الاحتفال ب يناير هو مناسبة للتصالح مع الذات لأنها تذكرنا بتاريخنا وحضارتنا العريقة والضاربة في عمر التاريخ، مؤكدا أن الإنسان موجود منذ أكثر من مليوني سنة على هذه الأرض، ومذكرا بتاريخ الامازيغ قبل الإسلام ومساهمتهم في الحضارة الإسلامية وأيضا في بناء الحضارة الإنسانية. كما تحدث الأستاذ فراد عن علاقات الامازيغ مع الأمم الأخرى وتفتحهم على العالم، خاصة في عهد يوبا الثاني، الذي عرف حكمه تشيد صروح علمية من جامعات ومكتبات، مذكرا بمساهمات الامازيغ في فتح الأندلس وإيصال الإسلام إلى إفريقيا. وكان رئيس الجمهورية، عبد العزيز بوتفليقة، قد اقر تكريس تاريخ 12 جانفي عيدا وطنيا اعتبارا من 2018.