اقترح المرصد الوطني للمرفق العام، أمس الأول، بالجزائر العاصمة، في مشروع تقريره السنوي لعام 2018 الذي سيرفعه قريبا الى رئيس الجمهورية، عبد العزيز بوتفليقة، إعطاء استقلالية أكبر للجماعات الإقليمية، من خلال إصدار مشروع القانون الجديد المتعلق بالجباية المحلية وإنشاء صندوق خاص بالتنمية المحلية. وجاء في مشروع هذا التقرير الذي قدّمه مستشار وزير الداخلية والجماعات المحلية والتهيئة العمرانية ومنسق المرصد، احمد لوصيف، بحضور الامين العام للوزارة، صلاح الدين دحمون، اقتراح عدة تدابير أخرى من شأنها تحقيق اهداف لا تقل اهمية عما تم تحقيقه من قفزة نوعية في عدة قطاعات، حيث اقترح في هذا الإطار تجسيد المواطنة التشاركية في بعدها التنظيمي والتسييري واستحداث مؤشرات قياس لتقييم نوعية المرافق العامة وكذا إجراء تحقيقات ميدانية حول نوعية خدمات المرافق مع خفض تكاليف العمل الإداري وتجاوز مشكلة البعد الجغرافي والزمني. وطالب كذلك بتحسين كفاءة العاملين في الإدارة وتكوينهم في مجال الجودة والمناجمت مع تكريس التعاون بين الإدارات والتنسيق بين القطاعات. وفيما يخص تعميم مساعي الجودة، اقترح المرصد إصدار نص ذو طبيعة إدارية من باب الدفع الى المبادرة وإصدار ميثاق عام ومعايير جزائرية مكيفة وكذا تعزيز الرقابة على الخدمات المقدمة للمواطن على كافة المستويات والمساعدة في اتخاذ القرار بالتوفير الدائم للمعلومات. كما دعا الى دعم عمل الجمعيات فيما يخص تحسين استعمال المرافق العامة واقتراح أيضا اعتماد هذا المرصد كهيئة مكلفة باعتماد الجودة وتقييم المرافق العامة. وفي نفس السياق، دعا الى ضرورة تطوير آليات العمل ومواكبة التطورات وتعميم استعمال الادوات التكنولوجية والرقمنة للقضاء على المحاباة مع خلق بيئة رقمية عملية وفعلية. كما شدد على أهمية التثمين المالي والاقتصادي لأملاك البلدية والولاية وتشجيع الشراكة فيما يخص إنشاء وتسيير المرافق العمومية المحلية وذلك بإصدار النصوص التطبيقية الخاصة بالمرسوم التنفيذي المتعلق بتفويض المرفق العام، داعيا أيضا الى ضرورة استحداث أقطاب نشاط على مستوى محلي إقليمي لتوطين نشاطات المبدعين وإنشاء بيئة لفائدة صغار المستثمرين. ورافع التقرير لأهمية تعبئة التمويل بالوسائل الحالية أو بتفعيل الصناديق الولائية للاستثمار مع إمكانية تعميم المخطط البلدي للتنمية وإنشاء آلية للتعاقد بين الدولة والجماعات الاقليمية في مجال التمويل، الى جانب تحسيس المواطن والمتعامل بأهمية الضريبة المحلية وكذا تحصيلها بصفة منتظمة وفعالة الى جانب الاستفادة من التجارب المقارنة فيما يخص التكوين الممارسات والشراكات، سواء كانت هذه التجارب وطنية أو دولية بالإضافة الى ضرورة تعضيد امكانيات المرافق وإنشاء فضاء لتبادل التجارب الناجحة. وسجل ذات التقرير قفزة نوعية في عدة قطاعات وزارية، حسب ما أفاد به رئيس المرصد، عبد الحق سايحي، منها استحداث السجل الوطني للحالة المدنية الذي مكن من استخراج جميع وثائق الحالة المدنية من أي بلدية او ملحقة وأتاح للجالية الوطنية الحصول على عقد ميلاد (خ12) وكذا إعفاء المواطن من تقديم وثائق الحالية في الإدارات الموصولة بالأرضية البيومترية وإمكانية إصدار جواز سفر بيومتري عن طريق المحطة المتنقلة لتخفيف العبء عن العاجزين والمعاقين واستحداث جواز سفر استعجالي وإلغاء شهادة الكفاءة من ملف تجديد رخصة السياقة مع انشاء نظام الكتروني لمتابعة المدارس الابتدائية وعدة إجراءات أخرى في هذا القطاع. وفيما يخص قطاع المالية، رصد تقرير المرصد في قطاع الجمارك تحسين ظروف الاستقبال وتقليص مدة الجمركة واستصدار دليل المصدر. كما سجل تطوير استخدام تكنولوجيات الاتصال لدى المديرية العامة للضرائب واطلاق برنامج لعصرنة وإصلاح هياكل المديرية العامة لأملاك الدولة والحفظ العقاري وكذا تكييف النصوص التشريعية والتنظيمية مع التطورات الحاصلة وكذا رقمنة الدفاتر العقارية وإنشاء المدرسة الوطنية لأملاك الدولة والحفظ العقاري. كما لاحظ أيضا في قطاع العمل والتشغيل والضمان الاجتماعي تحسن استقبال مستخدمي المرافق العمومية وتقليص المستندات والوثائق الادارية وفعالية الإعلام والنشر والتوزيع وتطوير المنظومة التكنولوجية المستعملة، وسجل أيضا في قطاع العدالة تحسين وترقية أداء الخدمة العمومية لمرافق العدالة وتقريبها من المواطن وتسهيل اللجوء الى الخدمات القضائية مع تدعيم الشفافية. وفي قطاع البريد والتكنولوجية الرقمية، سجل التقرير تقدم هذا القطاع فيما يخص تبسيط الإجراءات الإدارية وترقية الخدمة العمومية ودعم وتكييف الإطار القانوني لمجالات تكنولوجيات الإعلام والاتصال، الى جانب تعميم وسائل الدفاع الإلكتروني، وهو الامر نفسه بالنسبة لقطاع السكن والعمران والمدينة. وفي تدخله بالمناسبة، دعا الامين العام لوزارة الداخلية القائمين على تسيير المرافق العامة الى اعتماد ديناميكية تواكب العمل والاصلاحات التي تقوم بها الحكومة في عدة قطاعات، وذكر بإعادة النظر في قانون الجماعات الإقليمية الذي أعطى صلاحيات للمواطن والمنتخب والسلطات المحلية لتسير المرافق في اطار ديمقراطية تشاركية. وشدد في نفس الإطار على ضرورة اعتماد لامركزية القرارات فيما يخص تسيير المرافق العامة تنفيذا لتعليمات الحكومة، مبرزا أهمية إجراء تقييم دوري لأداء المرافق من خلال استبيانات دقيقة موجهة للمواطن عبر الوسائط التكنولوجية الجديدة.